في ذكرى استشهاد وصفي التل… الحجاج: نستعيد سيرة رجلٍ أسّس لنهج الدولة القوية وترك إرثًا لا يزول

أكد الأمين العام لحزب البناء والعمل، الدكتور زياد الحجاج، أن ذكرى استشهاد رئيس الوزراء الأردني الأسبق وصفي التل تمثّل مناسبة وطنية عميقة يستعيد فيها الأردنيون سيرة أحد أبرز رجالات الدولة الذين رسّخوا معاني الانتماء والولاء، وصنعوا بجهودهم ملامح مرحلة مفصلية في بناء الأردن الحديث.

وقال الحجاج في تصريح صحفي اليوم، إن استحضار شخصية وصفي التل في الثامن والعشرين من تشرين الثاني من كل عام ليس مجرد وقوف أمام حدث تاريخي، بل هو استعادة لروح قائدٍ قدّم للوطن نموذجًا في النزاهة والجرأة والقرار الوطني السيادي، مشيرًا إلى أن التل “كان من الرجال الذين آمنوا بأن الأردن أكبر من كل التحديات، وأن الدولة لا تُبنى إلا بالعزيمة والانتماء”.

وأضاف الحجاج:
“وصفي التل لم يكن مسؤولًا عابرًا في مرحلة حسّاسة، بل كان مدرسة سياسية كاملة؛ مدرسة في القوة دون عداء، وفي الحزم دون ظلم، وفي الانتماء دون ضجيج. وقد رأى في الأردن مشروعًا وطنيًا يجب أن يُحرس بالوعي والعدل قبل أي شيء آخر.”

وأشار الأمين العام لحزب البناء والعمل إلى أن التل، خلال مسيرته العملية، أسّس لنهج اعتمد على تعزيز أمن الدولة، وترسيخ هيبتها، ودعم المؤسسة العسكرية، وتحقيق الانضباط الإداري، ومحاربة الفساد، وهي مبادئ ما تزال تشكّل ركائز الدولة الأردنية حتى اليوم.

ولفت الحجاج إلى أن مواقف التل كانت واضحة في حماية الأردن من أي محاولات تستهدف وحدته أو سيادته، ما جعله محل احترام داخل المملكة وخارجها، قائلاً:
“رحل وصفي جسدًا، لكنه بقي حاضرًا كقيمة وطنية تُلهِم الأجيال. بقي كصوتٍ يقول إن الأردن لن ينحني، وإن الرجال المخلصين قادرون على صون الدولة والدفاع عنها مهما اشتدت الظروف.”

وتابع الحجاج أن حادثة اغتيال التل في القاهرة عام 1971 كانت صدمة وطنية كبيرة، إلا أنها رسّخت في ذاكرة الأردنيين معاني التضحية والثبات، مشيرًا إلى أن إرثه السياسي والأخلاقي ما يزال يُدرَّس ويُستحضَر في كل محطة وطنية تتطلّب وضوحًا وموقفًا صلبًا.

وأكد الحجاج في ختام حديثه أن الأردنيين، بكل مؤسساتهم وقواهم السياسية والاجتماعية، يجدّدون في هذه الذكرى العهد بالاستمرار على نهج الرجال الذين جعلوا من الوطن أولوية فوق كل اعتبار، قائلاً:
“وصفي التل ليس ذكرى تُقرأ، بل روح تُستعاد. وسيبقى أحد أهم الأعمدة الوطنية التي لا تسقط من ذاكرة الأردن مهما مرّت العقود.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى