الإمارات… وطن رسّخ مكانته بالإنسان، وصنع مجده بالرؤية

 

بقلم: فهد فايز العملة

في الثاني من ديسمبر، تتجدد في الإمارات لحظة لم تكن يومًا مجرد تاريخ، بل كانت ميلاد فكرة عربية نادرة: فكرة الاتحاد التي غيّرت شروط الحاضر، وفتحت أفقًا جديدًا للمستقبل. إنها اللحظة التي التقت فيها الإرادة بالحلم، واجتمع فيها الرجال الكبار حول رؤية لا تُشبه إلا شجاعتهم، فأسسوا دولة آمنت منذ بدايتها بأن المستقبل لا ينتظر أحدًا… بل يُصنع.

منذ ذلك اليوم، لم يكن الاتحاد مشروعًا سياسيًا فحسب، بل كان تأسيسًا لفلسفة جديدة في المنطقة، فلسفة تُعلي قيمة الإنسان وتجعله محور التطور وهدفه. ومع مرور الأعوام، أثبتت الإمارات أن الدولة التي تبني إنجازاتها على الإنسان، وتضع سعادته وكرامته وأمنه في قلب سياساتها، هي دولة تُرسّخ مكانتها في القلوب قبل الخرائط.

ولأن القيادة هي سر النهضة، فقد صنعت الإمارات بحكمتها نموذجًا عالميًا يُدرّس في الرؤية والتخطيط. قيادة لا تنظر إلى الزمن كمسارٍ يمضي، بل كمساحة تبتكر فيها، وتغامر، وتزرع المستقبل قبل أن يصل. قيادة تؤمن أن المستحيل فكرة، وأن الإنجاز قرار، وأن الإنسان هو الثروة التي لا تنضب.

ولهذا، أصبحت الإمارات اليوم منصة عالمية للحلم، وبيتًا للتسامح، وجسرًا بين الثقافات، ومختبرًا مفتوحًا لكل ما يمكن أن يكون. هنا يتحول الابتكار إلى أسلوب حياة، ويتحول احترام الإنسان إلى قيمة يومية، ويتحول التنوع إلى قوة تعكس جمال هذا الوطن وقدرته على احتضان الجميع دون استثناء.

وأنا واحد من الذين عرفوا هذا الوطن عن قرب، ولمستُ قيمه كما تُلمَس النبضات الأقرب إلى القلب. الإمارات لم تكن لي بلدًا أزوره، بل وطنًا منحني الكثير… منحني الفرصة، والاحتضان، والثقة، ومنحني الإقامة الذهبية التي أعتز بها لأنها كانت رسالة تقدير تتجاوز الشخص لتصل إلى الروح. في هذا البلد شعرتُ أن الإنسان يُقدَّر بعمله، بأخلاقه، بإبداعه… لا بجنسيته ولا بجغرافياه.

وما من أحد عاش في الإمارات إلا وشعر بأن له نصيبًا من حلمها. فهي دولة تعلّمك أن تفكر أبعد من اللحظة، وأن تحلم دون خوف، وأن تؤمن بأن غدًا يمكن أن يكون أفضل دائمًا. دولة تجعل من الأمل عادة، ومن الإنجاز ثقافة، ومن الاحترام قيمة ثابتة لا تتغير.

وفي يومها الوطني، تصبح الإمارات مرآةً نرى فيها كيف تُصنع الدول حين يكون الإنسان أساسها، وكيف تُبنى الأمم حين تملك قيادة تعرف أين تريد أن تصل، وكيف يتحول الاتحاد إلى قصة نجاح تمتد من الماضي إلى المستقبل دون أن تفقد معناها أو رسالتها.

كل عام والإمارات بخير…
كل عام وهي تكتب للعالم درسًا جديدًا في الريادة، والإنسانية، وصناعة المستقبل.
وكل عام وهذا الوطن يزداد حضورًا ومكانة في قلبي، كبيتٍ احتضنني، ووطنٍ منحني الكثير، ورؤيةٍ ألهمتني الطريق .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى