مشروع مدينة عمرة .. من يضمن يا دولة الرئيس ؟

كتب ماجد القرعان
تابع الأردنيون بإهتمام كبير اطلاق رئيس الحكومة قبل ايام مشروع مدينة عمرة التي خٌصص لها نصف مليون دونم من أراضي الخزينة المحاذية للعاصمة عمان ومدينة الزرقاء ذات الكثافة السكانية الكبيرة متسائلين عن جدوى وأهمية المشروع لأحداث تنمية حقيقية يلمسها عامة المواطنيين .
المشروع بحسب الحكومة يشكِّل نواة لمدينة مستقبليَّة نموذجيَّة للشَّباب والجيل القادم تمتدّ مراحل تطويرها على مدى 25 عاماً وبشكل عابر للحكومات .
ومع انني من مؤيدي انشاء مدينة حضرية في منطقة القطرانة تحت أي مسمى والتي تم اقتراحها قبل نحو 15 عاما لإنعاش محافظات الجنوب بوجه عام حيث تنتشر المناطق الأشد فقرا ومعاناة من تنامي البطالة يبقى السؤال لصاحب القرار من سيضمن تنفيذ المشروع وبان يكون عابرا للحكومات .
الملفت أولا بخصوص طبيعة ارض المشروع انها اراضي صحراوية قاحلة تتميز بمناخ شديد القسوة حيث الحرارة اللاهبة صيفا والبرودة القارصة شتاءا وشح حاد في الموارد المائية في دولة تعد من افقر دولالعالم في مصادر المياه وأن اقامة هذه المدينة سيزيد من تكدس السكان في محيط العاصمة والزرقاء الأكثر اكتظاظا على مستوى المملكة .
اسئلة كثيرة ما زالت تنتظر التوضيح ومفاصل عديدة ما زال يكتنفها الغموض لبيان مصادر التمويل والخطط الزمنية لتنفيذ المشروع ونحن نعرف قدرات الأردن وامكانياتها وما زلنا نعاني من تعثر العديد من المشاريع المماثلة التي تحولت لـ ( خرب ) مدينة الشرق ومدينة اهل العزم 2008 وأبراج السادس مجرد أمثلة ليبقى السؤال الأهم كيف يمكن بناء اقتصاد نابض في بيئة طبيعية تتطلب استثمارات هائلة ونحن نعرف ما في ( القدر ) .
اسئلة استوقفتني لدى قراءة البيان الحكومي بخصوص تشكيل مجلس استشاري من الشَّباب المتميِّزين والمبادرين في مجالات العمارة والفنون والبيئة والطَّاقة والتَّطوير العقاري والاستدامة والنَّقل العام والتكنولوجيا وفتح باب الاكتتاب العام جزئيَّاً في مشروع مدينة عمرة بعد انتهاء المرحلة الأولى منه لإتاحة المجال أمام المواطنين من مختلف الفئات للاستفادة من هذا الاستثمار الوطني … كيف ومتى وما الألية والأسس والمعايير والضمانات لحماية مدخرات ومساهمات المواطنيين ؟ .
ملاحظة اخرى بخصوص الشَّركة الأردنيَّة لتطوير المدن والمرافق الحكوميَّة التي قال البيان بأنها ستتولَّى متابعة وتسهيل مراحل إنجازها… متى تأسست وما الخبرات التي تضمها وما انجازاتها السابقة في هذا المضمار .
دولة الرئيس في الجنوب الذي يعاني سكانه من بؤر الفقر وتنامي البطالة وندرة المشاريع التنموية المستدامة كنوز ما زالت دفينة وثق ان في حسن استثمارها سننتقل الى عالم آخر … أوليس من حقنا ان نتبغدد بما حبانا الله به من ثروات .




