سوريا تربط مستقبل التسوية بانسحاب إسرائيل إلى ما قبل 8 كانون الأول

في حديث موسّع خلال مشاركته في منتدى الدوحة 2025، أوضح الرئيس السوري أحمد الشرع أنّ بلاده تتحرك مع قوى دولية كبرى لدفع إسرائيل إلى التراجع عن الأراضي التي سيطرت عليها بعد الثامن من كانون الأول 2024، مشيراً إلى أنّ الإجماع الدولي يصبّ في مصلحة المطلب السوري القائم على احترام اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974 وحماية المصالح الوطنية قبل أي ترتيبات جديدة. الشرع تناول المرحلة التي تعيشها البلاد حالياً، ووصفها بأنها انتقال نحو مزيد من الانفتاح بعد سنوات طويلة من العزلة والضغوط الاقتصادية، معتبراً أن رفع العقوبات، وعلى رأسها قانون قيصر، عنصر محوري في مسار التعافي.
وخلال الحوار الذي أجرته معه الصحفية كريستيان أمانبور ونشرته سانا، تطرّق الشرع إلى ما وصفه بمحاولات إسرائيل نقل التوتر إلى محيطها للهروب من ما يجري في قطاع غزة، مستعرضاً التطورات التي أعقبت التحرير، حيث تعاملت دمشق مع المرحلة بخطوات تهدف إلى ترسيخ الهدوء، بينما واجهتها تل أبيب بسلسلة واسعة من الغارات والتوغلات التي تجاوزت الألف عملية. وطرح الشرع علامات استفهام حول مفهوم “المنطقة منزوعة السلاح”، متسائلاً عن كيفية إدارتها وحمايتها في ظل المخاوف التي تثيرها إسرائيل بشأن الجنوب السوري.
وتناول الشرع المسار السياسي الجاري، موضحاً وجود تواصل فعلي على صلة بهذا الملف تشارك فيه الولايات المتحدة، وأن المواقف الداعمة لعودة إسرائيل إلى خطوط ما قبل 8 كانون الأول تتزايد على المستوى الدولي. كما لفت إلى أنّ غياب الجيش السوري والأجهزة الأمنية عن جنوب غرب البلاد يخلق فراغاً يحتاج إلى معالجة واضحة، ضمن أي صيغة تُناقش حالياً. الشرع عبّر عن قناعته بأن الطريق الذي تسلكه سوريا حالياً أعادها إلى موقع مؤثر إقليمياً ودولياً، محولاً البلاد من ساحة أزمات إلى مساحة تُبنى فيها فرص جديدة للاستقرار.





