حنان… وحنانها

بقلم : ريم عادل كوسى
كانت أمّي “حنان” تحمل في اسمها كل ما في الدنيا من دفء.
في لحظات الزعل، كانت تزمّ شفتيها، تعبس وجهها، وتدخل غرفتها غاضبة من تصرفاتنا…
كنا نظن أن العاصفة ستطول. لكن لا، ما إن تمرّ دقائق، حتى تخرج بخفة وتقول: “نازلة السوق”.
تعود بعد ساعة، لا زعل ولا حزن، فقط ضحكة عالية، وصوتها يسبقها وهي تنادي: “تعالوا يا صيصاني!”
تفتح الكيس، وتخرج منه سندويشات لا تُنسى، مليئة بالحب أكثر من أي مكوّن آخر.
تجلس بيننا، تنظر في وجوهنا، وتنسى زعلها كأنه لم يكن. كأن السوق كان علاجها السري، والمخبز صديقها المقرّب.
أمّي لم تكن تطبخ فقط، كانت ترسم لوحة من الحنان، نعيش داخلها حتى اليوم…
لوحة فيها أم تُحب، تغضب، تهدأ، وتُحب من جديد… بلا شروط.



