إدراج شجرة المهراس على قائمة التراث العالمي لليونسكو

أعلنت اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، التابعة لمنظمة اليونسكو، خلال اجتماعها في مدينة نيودلهي بالهند، اليوم الأربعاء، إدراج شجرة الزيتون “المهراس”، ملفا أردنيا على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، بالإضافة إلى ملفات أردنية عربية مشتركة.
ووفق بيان صادر عن وزارة الثقافة، أكد وزير الثقافة مصطفى الرواشدة أن إدارج شجرة المهراس تراثا أردنيا يرتبط بالممارسات الثقافية، ويشكل إنجازا تاريخيا وتتويجا لجهود وطنية متواصلة، وشاهدا على عمق وجمال تراثنا الثقافي غير المادي الذي يشكل هويتنا ونبض حياتنا اليومية، لافتا إلى أن تسجيل (شجرة المهراس) عنصرا أردنيا منفردا يبرز غنى ممارساتنا المحلية المتجذرة في الحكمة والضيافة والتواصل المجتمعي.
وقال الرواشدة، في البيان إن ملف “المهراس” يشكل عنصر جذب سياحي، كما يفسح المجال واسعا لقراءات في هذه الشجرة المباركة التي تشكل أيضا إضافة إلى الجانب الثقافي مصدرا اقتصاديا مهما، داعيا إلى تقديم المزيد من مفرداتنا وملفاتنا التراثية إلى العالم لغنى الأردن التراثي والثقافي.
وعبر وزير الثقافة عن شكره للجهات الوطنية التي تشاركت مع الوزارة في إعداد هذا الملف، مشيدا بدور وزارتي الخارجية وشؤون المغتربين، والزراعة، والمركز الوطني للبحوث الزراعية، والمندوبية الأردنية الدائمة لدى اليونسكو في باريس، واللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم، وجمعية مهراس التعاونية، والجمعية الأردنية لمصدري زيت الزيتون/جوبيا، والجمعية الأردنية للتقييم الحسي للأغذية، والنقابة العامة
لأصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون الأردني، والشبكة النسائية الأردنية لزيت الزيتون، وجمعية صناع الحرف التقليدية، والخبراء والأكاديميين الأردنيين.
يشار إلى أن شجرة المهراس تعد أصلا عريقا، وحافظت على كيانها عبر العصور، وهي عنصر أساسي في الحضارة الزراعية الرعوية القديمة،
وتتميز هذه الشجرة بقدراتها على التكيف مع التغيرات المناخية والبيئات القاسية، والحفاظ على نوعية زيت مميزة، حيث تصل نسبة الزيت
في ثمار زيتون المهراس إلى 30 بالمئة، وهي من أعلى النسب لأصناف الزيتون في العالم، كما يتميز الزيت بتركيب مميز للأحماض
الدهنية مع ارتفاع نسبة حمض الأوليك، بالإضافة إلى الخصائص الحسية والنكهة الفاكهية المميزة لزيت المهراس تحديدا.
كما تعد شجرة المهراس من أقدم السلالات الجينية للزيتون في مناطق حوض البحر المتوسط، حيث بينت تحاليل الخريطة الجينية للمهراس
أنها الأقرب جينيا لتكون الأصل لزيتون إسبانيا وإيطاليا وقبرص، والواقعة مع المهراس ضمن ذات المجموعة الوراثية، بحسب مخرجات الدراسة
البحثية التي نفذها المركز الوطني للبحوث الزراعية بالتعاون مع جامعتين أردنيتين أن التحاليل الجينية تؤكد مركزية نشوء الزيتون في الأردن عبر العصور.
وتوجد “المهراس” بكثرة في منطقة الميسر في بلدة الهاشمية، التابعة لمحافظة عجلون، وسميت بالمهراس تشبها بالجمل المسن الكبير،
الذي يهرس الطريق حينما يمشي، ويطلق عليها أيضا الرومي في مناطق وجودها في الطفيلة، وجرش، ووادي رم، وتسمى بشجرة الكفري،
والعتيقة في مناطق تواجدها في محافظة إربد.





