11 ديسمبر ركيزة الأمن ورؤية القائد الأعلى المُلهِمة التاريخ: 11 ديسمبر 2025م بقلم سعادة العقيد الركن بحري/ سالم بن مهنا بن سالم الشكيلي الملحق العسكري العماني بسفارة سلطنة عُمان لدى المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة

في الحادي عشر من ديسمبر من كل عام، تحتفي سلطنة عُمان بيوم قوات السلطان المسلحة وبعمق التحول الاستراتيجي الذي تشهده المؤسسة العسكرية العمانية، باعتبارها الحصن المنيع الذي يضمن استدامة مسيرة النهضة المتجددة. إن هذا اليوم هو محطة فخر وطنية لتسليط الضوء على الدور العظيم الذي تضطلع به هذه القوات تحت القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، القائد الأعلى حفظه الله ورعاه، مجدد النهضة المباركة.
لقد ارتقت قوات السلطان المسلحة في عهد جلالته إلى مرحلة جديدة من التطوير النوعي الذي يتجاوز مفهوم التحديث التقليدي. فقد انطلقت عجلة التغيير لتواكب تطلعات “رؤية عُمان 2040″، مركزة على دمج التقنيات المتقدمة، كالتحول الرقمي والأمن السيبراني، في كل مفاصل العمليات الدفاعية. إن هذا التركيز الاستراتيجي على “الرقمنة العسكرية” يهدف إلى بناء جيش المستقبل القادر على حماية المصالح الوطنية الحيوية والتعامل مع التهديدات المعاصرة بكفاءة ومرونة لا مثيل لهما. فالقائد الأعلى أيقن أن الاستثمار الأثمن هو في الكادر العسكري العُماني المؤهل، لذا كان التركيز على جودة التدريب والتأهيل التخصصي هو الركيزة الأساسية لتشغيل هذه المنظومات المتطورة.
إن الدور المحوري لهذه القوات يتجاوز حماية الحدود والسيادة، ليكون داعمًا أساسيًا لعمق الدبلوماسية العُمانية الرصينة وأن قوات السلطان المسلحة هي العمود الفقري للقوة الناعمة التي تمكن السلطنة من مواصلة دورها التاريخي كـمركز للاستقرار والوساطة الإقليمية والدولية. فوجود جيش قوي ومجهز هو الذي يكفل لسياسات السلطنة التوازن والثقل اللازمين على الساحة العالمية، ويضمن الحماية لجهودها التنموية والاقتصادية التي تتسارع بخطى واثقة.
وفي هذه المناسبة الجليلة، لا بد من الإشارة إلى عمق الروابط التاريخية والاستراتيجية التي تجمع سلطنة عُمان بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة. إن التنسيق العسكري والتدريبي المستمر بين القوتين، بتوجيهات كريمة من جلالة السلطان المعظم وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، يعكس رؤية مشتركة وواعية لضرورة تعزيز الأمن القومي العربي المشترك في ظل التحديات الجسام. إن تعاوننا الثنائي هو نموذج يحتذى به في التضامن والتكامل الدفاعي.
إن احتفالنا بالـ 11 من ديسمبر هو تجديد للعهد والولاء لقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، القائد الأعلى حفظه الله، وتأكيد على أن عُمان الجديدة تسير بثبات نحو غدٍ مشرق، يحرسها جيش متطور ومقتدر، يجسد العزة والفخار، ويدعم الأمن كركيزة لا تتجزأ من مسيرة التنمية الشاملة والرخاء.
حفظ الله جلالة السلطان المعظم القائد الأعلى حفظه الله، وأدام على عُمان وشعبها العزة والأمان والتقدم.



