شومان” تدعم مشروعا ابتكاريا للمركز الوطني للبحوث الزراعية

نفّذ المركز الوطني للبحوث الزراعية، بدعم من صندوق عبد الحميد شومان لدعم البحث العلمي، التابع لمؤسسة عبد الحميد شومان، مشروعًا بحثيًا خلال عامي 2024 و2025 لدراسة أثر استخدام الأسمدة النانوية على زراعة الفلفل في الأردن.
وجاءت فكرة المشروع من حاجة المزارعين إلى حلول بديلة لمعالجة مشاكل التربة القلوية التي تحدّ من قدرة النبات على امتصاص العناصر الغذائية عند إضافة الأسمدة بالطرق التقليدية، مما يضطرهم لاستخدام كميات كبيرة منها بتكلفة عالية وأثر بيئي سلبي.
وبيّن الباحث الرئيس للمشروع الدكتور نعيم مزاهرة وزملاؤه الدكتور أيمن عايش والدكتور رياض الشريف من المركز الوطني، أنهم اعتمدوا في تنفيذ المشروع على تحضير مركّب من الزنك النانوي المستخلص من شجرة الزنزلخت (النيم) وإضافته إلى الجيتوزان، ثم رشه على نبات الفلفل بتراكيز مدروسة. وقد أظهرت التجارب الميدانية أن هذا المزيج لم يسهم فقط في تحسين نمو النبات وجودة الثمار، بل أدى أيضًا إلى مضاعفة إنتاجية الفلفل مقارنة بالطرق التقليدية، إلى جانب تزويد النبات بعناصر غذائية إضافية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم .
وأكد أن هذا النهج ساعد على خفض الحاجة إلى الأسمدة الكيميائية بنسبة تصل إلى 50%، مما يخفّض التكلفة على المزارعين ويحمي البيئة، مبينا أن النتائج أثبتت أن التركيز المتوازن (200 جزء بالمليون من أوكسيد الزنك النانوي + 200 جزء بالمليون من الجيتوزان) هو الأكثر فعالية، إذ جمع بين زيادة الانتاج كما ونوعا وخفض التكاليف دون إحداث أي تأثير على صحة النبات.
ونوه إلى أن هذا الابتكار، يمثل خطوة عملية نحو زراعة أكثر استدامة في الأردن والمنطقة، إذ يساهم في رفع كفاءة الإنتاج الزراعي، تقليل الأعباء المالية على المزارعين، والحد من الأثر البيئي للأسمدة الكيميائية.
مدير الاتصال والعلاقات العامة في المؤسسة فرح أبو عيشة، أكدت حرص مؤسسة عبد الحميد شومان على دعم البحث العلمي والباحثين للوصول إلى حلول مبتكرة للتحديات المعقدة التي تواجه المجتمعات، مشيرة إلى إيمان مؤسّسة “شومان” بالدور المحوري الذي يضطلع به البحث العلمي والباحثون في نشر المعرفة وتوسيع المدارك، وفي إيجاد حلول عملية لمشاكل واحتياجات المجتمع.
وأكدت أبو عيشة، أهمية تمكين البحث العلمي ودعمه وتعزيز الربط بين أهدافه ومخرجاته والأولويات التنموية والتكنولوجية ضمن القطاعات المختلفة، مما يعني بالضرورة توجيه البحث العلمي نحو الابتكار.
يشار إلى أنه انطلاقًا من إيمان مؤسسة عبد الحميد شومان بأهمية دعم البحث العلمي وتشجيعه في الجامعات والمؤسسات والمراكز العلمية والبحثية الأردنية، وترسيخًا لأهداف المؤسسة ضمن ركن الفكر القيادي؛ قامت بتأسيس صندوق عبد الحميد شومان لدعم البحث العلمي عام 1999، حيث قدّم الصندوق منذ العام 2000 وحتى العام 2024 الدعم لـ 150 مشروعًا بحثيًا من 23 جامعة ومؤسسة بحثية أردنية، نتج عنها نشر 182 ورقة علمية منشورة في مجلّات علمية محكّمة، وذلك ضمن حقول: العلوم الطبيّة والصحيّة، والعلوم الهندسيّة، والعلوم البيئية والزراعية، والعلوم الأساسية، والعلوم الاجتماعية والاقتصادية والإنسانيات، وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي.
وتسعى مؤسسة “شومان” من خلال الصندوق إلى دعم البحوث التي تعتمد التحليل المنهجي لمشاكل المجتمع واحتياجاته الأساسية وطموحاته الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والبيئية والصحية، الأمر الذي يقارب ما بين المؤسسات العلمية والتقنية والمجتمعات المحيطة، ويساهم في تعزيز استراتيجيات التنمية الشاملة وتسهيل تواصل المجتمع الأردني مع المجتمعات المتقدمة.
كما يهدف الصندوق إلى رفد الباحثين ومساعدتهم ومدهم بالأدوات اللازمة للولوج إلى مساحات جديدة من العلم والتجربة، والتأكيد على دور المراكز البحثية والجامعات كمنابر لنشر المعرفة وتحفيز الابتكار وإيجاد حلول للتحديات المحلية من أجل مستقبل مستدام وواعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى