بقلم: السفير الشيخ خليفة بن عبدالله بن حمد آل خليفة، سفير مملكة البحرين لدى المملكة الأردنية الهاشمية من عمّان إلى المنامة.. أعياد وطن تجمعنا بروح الأخوة والسلام

بسام العريان _ الثلاثاء 16 كانون الأول 2025
من عمّان إلى المنامة.. أعياد وطن تجمعنا بروح الأخوة والسلام
السفير الشيخ خليفة بن عبدالله بن حمد آل خليفة، سفير مملكة البحرين لدى المملكة الأردنية الهاشمية
السفير الشيخ خليفة بن عبدالله بن حمد آل خليفة، سفير مملكة البحرين لدى المملكة الأردنية الهاشمية يكتب
تحتفل مملكة البحرين هذا العام بأعيادها الوطنية وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وما يصاحبها من مناسبات وطنية، وهي مناسبة وطنية تتجدد فيها معاني الانتماء والفخر، ويستذكر أبناء مملكة البحرين ما تحقق من منجزات في مسيرة تنموية شاملة أرست دعائم الدولة الحديثة، ورسخت قيم العمل والعلم والإنسان أولاً.
وفي هذه المناسبة المجيدة، تعتز مملكة البحرين بما يجمعها بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة من علاقات أخوية راسخة، نسجتها عقود من التعاون الصادق والمواقف المتبادلة والمصير الواحد. فقد شكل التواصل الدائم بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وأخيه حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، حفظهما الله ورعاهما، حجر الأساس في ترسيخ هذا التآخي المشرف بين المملكتين. وهي علاقة تجسد ما يجمع الشعبين الشقيقين من محبة صادقة، وتقدير متبادل، وتطابق في الرؤى تجاه القضايا العربية الجوهرية، وفي مقدمتها دعم السلام العادل، واحترام سيادة الدول، والدعوة إلى نبذ العنف والتطرف وتعزيز قيم الحوار والتعايش بين الشعوب. إنها علاقة تعبر عما هو أعمق من التعاون، إنها علاقة قلوب قبل أن تكون علاقة مؤسسات، تتجدد بصدق النوايا ونقاء الأخوة بين البحرينيين والأردنيين على الدوام.
ومع مطلع عام جديد يزخر بالآمال والطموحات، تنظر مملكة البحرين إلى المستقبل بعين واثقة، تحمل معها روح المسؤولية التي تقتضيها عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة 2026–2027، فهذه العضوية ليست محطة فخر فقط، بل هي التزام وطني وإنساني عميق يعكس إيمان البحرين بأن دورها في العالم لا يقاس بحجمها الجغرافي، بل بقدرتها على الإسهام في بناء عالم أكثر أمناً وتفاهماً.
لقد خاضت البحرين مسيرة طويلة أثبتت فيها أن صوت الاعتدال أقوى من صخب الأزمات، وأن الحوار الصادق قادر على جمع ما تفرقه المصالح، وأن العمل الدبلوماسي يمكن أن يكون جسرًا بين الأمم لا ساحة للمنافسة بينها. وستسعى مملكة البحرين من خلال موقعها في المجلس إلى ترسيخ ثقافة الحوار، وتبني المقاربات التي تعلي من شأن الدبلوماسية الوقائية والتعاون متعدد الأطراف، وإلى نقل تجربتها المتجذرة في التعايش والتسامح إلى الساحة الدولية.
إن السياسة الخارجية البحرينية، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، تؤمن بأن السلام ليس خياراً تكتيكياً بل نهج حياة، وبأن بناء الأمن العالمي يبدأ من تعزيز الثقة المتبادلة بين الدول واحترام سيادتها واستقلالها، والتعامل مع التحديات المشتركة بروح الشراكة بدل الصراع. وستظل مملكة البحرين، بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن، صوتًا عربياً يدعو إلى السلام العادل، وإلى تقدم المرأة وتمكين الشباب، ومكافحة التطرف، وحماية البيئة، ومواجهة آثار التغير المناخي، وإلى دعم حق الشعوب في العيش الكريم تحت رايات الاستقرار والتنمية.
وفي هذه الذكرى الوطنية المجيدة، نجدد في عمّان مشاعر الفخر والاعتزاز، ونعرب عن خالص الشكر والتقدير للأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة على ما يبدونه من محبة صادقة ودعم دائم، مؤكدين تطلعنا الدائم إلى مواصلة العمل المشترك نحو مستقبلٍ عربي أكثر وحدة واستقرارًا وازدهارًا، تحت راية قيادتينا الحكيمتين.
الأردن
البحرين



