عشاء الكريسماس حول العالم: متعة واحتفال لا يخلو من التكاليف

في ليلة واحدة من كل عام، تجتمع العائلات حول موائد عامرة تختلف أطباقها من بلد إلى آخر، لكن نتيجتها واحدة تقريبًا، وهي ارتفاع السعرات الحرارية وتراكم بقايا الطعام، بالإضافة إلى آثار صحية وبيئية محتملة. في اليابان يتحوّل تناول وجبة من مطاعم “كي إف سي” إلى تقليد غير رسمي، بينما تبدأ إيطاليا يومها بالباستا وتنهيه بالبانيتوني، وفي فرنسا تهيمن الأطباق الفاخرة مثل فوا جرا والمحار، بينما تفضل أستراليا المأكولات البحرية واللحوم الباردة بسبب حرارة الصيف.
ورغم الطابع الاحتفالي لهذه الوجبات، إلا أن محتواها الغذائي يشكل تحديًا صحيًا، خاصة في بريطانيا وأميركا حيث تتجاوز وجبات الكريسماس بسهولة الاحتياج اليومي الموصى به من السعرات الحرارية. خبراء الصحة يحذرون من التركيز على العد فقط، مؤكدين أن جودة الطعام والقيمة الغذائية وصحة الجهاز الهضمي تلعب دورًا كبيرًا في التعامل مع هذه السعرات.
كما يفرض التخلص من بقايا الطعام تحديات بيئية ومادية، حيث يمكن للدهون والصلصات والمشروبات الكريمية أن تتصلب داخل الأنابيب مسببة انسدادات مكلفة للبنية التحتية. بيانات التجارة العالمية تكشف كذلك عن حجم تبادل زينة الكريسماس بين الولايات المتحدة والصين، مما يعكس تأثير الاحتفالات المنزلية على الاقتصاد والأسواق العالمية. في المحصلة، عشاء الكريسماس ليس مجرد وجبة، بل انعكاس للثقافات والاقتصاد والوعي البيئي والصحي.





