اتحاد الكتاب والأدباء .. 2025 عام الحضور الثقافي العميق وتكريس الإبداع الوطني

ديمه الفاعوري
حمل عام 2025 ملامح حراك ثقافي متقدم قاده اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين ضمن رؤية واعية جعلت من الثقافة ممارسة يومية متجذرة في الفضاء العام وأسهمت في توسيع مساحات التفاعل الأدبي والشعري والفكري على امتداد المشهد الوطني حيث تحولت أنشطة الاتحاد إلى منصات حيوية للاكتشاف والتمكين وصناعة الحوار الثقافي الجامع بين الأجيال والتجارب
في مقر الاتحاد تكرست الأمسيات الشعرية بوصفها نقطة ارتكاز أساسية للحياة الإبداعية فكانت الأمسية الشعرية التي عقدت في الثامن والعشرين من حزيران 2025 مثالًا واضحًا على هذا الدور حين جمعت أصواتًا شعرية لها حضورها وتجربتها في لقاءات لنخبة الشعراء تميزت بإدارة إعلامية تمتلك حسًا ثقافيًا عميقًا الأمر الذي أضفى على الأمسيات بعدًا تفاعليًا وجعلها مساحة حوار حي بين النص والمتلقي ضمن بيئة تحترم التجربة وتفتح المجال للاختلاف الخلاق
وتعزيزًا للصلة بين الثقافة والهوية الوطنية نظم الاتحاد فعاليات ثقافية متزامنة مع عيد الاستقلال كان من أبرزها أمسية الأردن السند والعضد لفلسطين التي عبرت عن التحام الكلمة بالموقف ورسخت دور المثقف في التعبير عن القضايا العادلة من خلال شراكة ثقافية مع جمعية العهدة للثقافة والتراث وهو ما عكس انفتاح الاتحاد على العمل التشاركي وقدرته على توسيع الأثر الثقافي خارج الإطار التقليدي
ومع انطلاق مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته التاسعة والثلاثين سجل اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين حضورًا فاعلًا عبر أمسيات نثرية وندوات فكرية أكدت أن الأدب عنصر أصيل في المشهد الثقافي الوطني حيث شهدت فعاليات المهرجان أمسية نثرية شاركت فيها كاتبات قدمن تجارب سردية ناضجة أدارها الكاتب ممدوح غليلات وتنوعت فيها الأصوات والموضوعات بما يعكس حيوية المشهد الأدبي النسوي وقدرته على مقاربة الأسئلة المعاصرة برؤية إبداعية متقدمة
كما شارك الاتحاد في ندوة فكرية وأمسية شعرية ضمن برنامج المهرجان وهو حضور عكس عمق الشراكة المؤسسية بين وزارة الثقافة والاتحاد تلك الشراكة التي وفرت الدعم المعنوي والتنظيمي وأسهمت في تحويل الفعل الثقافي إلى مسار وطني مستدام يقوم على التخطيط والتكامل
وامتد هذا الدور التكاملي إلى مشاركة الاتحاد في معرض عمان الدولي للكتاب 2025 حيث كان شريكًا رئيسيًا في البرنامج الثقافي للمعرض الذي انعقد بين الخامس والعشرين من أيلول والرابع من تشرين الأول وشهد تنظيم جلسات حوارية وندوات فكرية تناولت الذاكرة الوطنية والهوية وأسئلة الكتابة النسائية والرقيب الذاتي في الإبداع وقضايا القدس إلى جانب موضوعات الطفل والرواية والذكاء الاصطناعي والترجمة وأدب الرحلة وهي موضوعات عكست وعيًا عميقًا بتحولات العصر وضرورة مواكبتها فكريًا وأدبيًا
وخلال أيام المعرض نظمت أمسيات شعرية شارك فيها شعراء أردنيون وعرب أسهمت في خلق حالة تفاعل ثقافي عربي داخل المشهد المحلي ورسخت مكانة عمان بوصفها فضاء مفتوحًا للحوار الثقافي وتبادل التجارب
وعلى مستوى الحضور العربي جاء تكريم عدد من الأدباء الأردنيين في منتدى الشارقة لتكريم الكتاب في عمان ليؤكد أن البيئة الإبداعية التي وفرها الاتحاد انعكست حضورًا وتقديرًا خارج الحدود وشكل هذا التكريم امتدادًا طبيعيًا لحالة النهوض الثقافي التي عاشها الوسط الأدبي الأردني خلال العام
إن حصيلة عام 2025 تؤكد الدور المحوري الذي اضطلع به اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين برئاسة الشاعر الاردني الكبير عليان العدوان بوصفه مظلة جامعة وفرت للأدباء والشعراء فضاء آمنًا للتجريب والتعبير والتطور وأسهمت وزارة الثقافة بدور داعم في تعزيز هذا الحراك عبر الشراكة والرعاية والانفتاح على المبادرات النوعية وهو ما أتاح استقطاب أصوات جديدة ومنحها فرص الظهور والتفاعل مع تجارب راسخة
بهذا المعنى ترسخت الثقافة خلال عام 2025 كقوة ناعمة حاضرة في المشهد العام يقودها اتحاد نشط وتسانده وزارة تؤمن بأن الإبداع ركيزة أساسية من ركائز الهوية الوطنية وأن الكلمة الحرة قادرة على صناعة الوعي وبناء المستقبل





