فاسعوا إلى ذكر الله
د.محمد سعيد نصرو
همسات على أعتاب الجمعة!
“استطاعت منصات التواصل الاجتماعي الوصول إلى معظم البيوت والتأثير على أغلب العقول، وساهم الكثيرون من أصحاب النفوس المريضة والنوايا السيئة التأثير على عامة الناس في توهين قدر صلاة الجمعة وإسقاط هيبة المنبر من خلال إظهار السخط على الجهات الرسمية التي تشرف على إدارة شؤون المساجد، فيخرج علينا الكاتب الفلاني والناشط العلاني وأبو شلحة شباحات في التعليقات، ليسخر من خطبة الجمعة وخطيب الجمعة وموضوع الخطبة تسخيفا وتصغيرا لشأن الدعوة إلى الله عز وجل بإرسال الرسائل والنكت والسخرية، فمنهم القائل: لن أذهب للصلاة غدا لأن موضوع الخطبة ( تسحيج)، ومنهم القائل: سأذهب ومع وسادة لأنام أثناء الخطبة فموضوع الخطبة معروف، ومنهم القائل: هذا الخطيب مأجور وشيخ سلطان وصلاة الجمعة خلفه لا تجوز، ومنهم القائل خطيب الجمعة عندنا ضعيف، وآخر يعتبر نفسه علامة زمانه و ابن تيمية العصر فيهاجم منهج الخطيب ويتهمه بالبدعة ويرمية بالفسق والكفر…..؛وبذلك يهون شأن الصلاة والخطبة في عيون عامة الناس فلا ينفعون ولا ينتفعون وينبطق عليهم قول الله تعالى:” ….لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون”، متجاهلين عمدا أو جهلا أن صلاة الجمعة وخطبة الجمعة من أعظم شعائر الدين، والانتقاص منها لأي سبب من الأسباب هو انتقاص من الدين ومن التنزيل ومن قدر رب العالمين! سبحانه وتعالى عما يصفون!
لا شك أن خطيب الجمعة بشر يصيب ويخطىء يعلم شيئا ويجهل أشياء ، يتقلب بين الطاعة والمعصية، و من الخطباء القوي والضعيف، والمتمكن وغير المتمكن، بعضهم صاحب بدعة وآخر أسد السنة! _كما يزعم البعض_ و بعضهم قد يكون مأجورا (منافقا)، وآخر صادع بالحق لا يخاف في الله لومة لائم!؛ ولكن كل هذه اعتبارات تخص الخطيب وحده!، وهو المحاسب عليها؛ فإن خيرا فلنفسه وإن شرا فعليها ولا يحمل الناس من أوزاره شيئا أبدا !
وأنت مسؤول عن نفسك ونيتك وطاعتك ومعصيتك، خروجك للمسجد مبكرا تتفع نفسك سعيا لله رب العالمين، جلوسك بالمسجد خاشعا علاقة تخصك وحدك أدبا مع رب البيت العظيم رب العالمين، إنصاتك للخطبة ولو كانت باللغة السنسيكريتية أو اللغة السريانية طاعة لله رب العالمين تدون في صحيفتك أنت ومس الحصى بيدك ينقص أجرك أنت!
اجتهد في تعظيم شعائر الله تعالى لنفسك!،عدم حضورك لصلاة الجمعة إثمه عليك!، ولا يحمل أحد وزره غيرك، وهمزك ولمزك بالخطيب ولو كنت محقا يجعلك تحمل أوزاره التي انتقصته من أجلها، فتحاسب عن ذنب أنت انتقدته! فكيف إن لم تكن محقا، ورميته بهتانا بالباطل؟!!!!
أخي الحبيب، لا تكن وسيلة لتهوين شعائر الله في نظر الناس، ولا تكن سببا في إسقاط هيبة المنبر في نفوس الشباب، لتحل محلها هيبة المسارح والرقص والطرب الخليع!!
صلاة الجمعة لله رب العالمين، وتعظيمها من تقوى القلوب والإنصات لخطبة الجمعة طاعة تدخلك الجنة،حتى وإن كانت مكتوبة!، وتذكر أن خطيب الجمعة بشر مثلك فلا تزاود على دينه وإيمانه! فبانتقاصك له أنت تزكي نفسك!
كأن لسان حالك يقول: “أنا أتقى وأخشى لله من هذا الخطيب التافه”! وهذه خطيئة إبليس الأولى” أنا خير منه”!
إياك أن تقع فريسة لشياطين الإنس وشياطين الجن!
فقد قال الله تعالى: {..فَلَا تُزَكُّوۤا۟ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰۤ }
[سُورَةُ النَّجۡمِ: ٣٢] هو أعلم!
وقال سبحانه: { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا یَسۡخَرۡ قَوۡمࣱ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰۤ أَن یَكُونُوا۟ خَیۡرࣰا مِّنۡهُمۡ وَلَا نِسَاۤءࣱ مِّن نِّسَاۤءٍ عَسَىٰۤ أَن یَكُنَّ خَیۡرࣰا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا تَلۡمِزُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُوا۟ بِٱلۡأَلۡقَـٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِیمَـٰنِۚ وَمَن لَّمۡ یَتُبۡ فَأُو۟لَـٰۤئكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ }
[سُورَةُ الحُجُرَاتِ: ١١] لا تلمزوا أنفسكم!
وقال سبحانه: { .. إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِیلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِینَ }
[سُورَةُ النَّحۡلِ: ١٢٥]
وقال سبحانه: { لَیۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَیۡءٌ أَوۡ یَتُوبَ عَلَیۡهِمۡ أَوۡ یُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَـٰلِمُونَ }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٢٨]
وقال سبحانه: { . وَمَا جَعَلۡنَـٰكَ عَلَیۡهِمۡ حَفِیظࣰاۖ وَمَاۤ أَنتَ عَلَیۡهِم بِوَكِیلࣲ (١٠٧) } سورة الأنعام
يكفيك أن تسمع اسم الله في بيت الله رب العالمين، ولو كنت محبا لعرفت حلاوة الاسم في الآذان وماذا يصنع في قلوب الهائمين!
“الله ربي لا أشرك به أحدا….”!
فاسعوا إلى ذكر الله!