لجنة السينما في “شومان” تعرض الفيلم الصيني “الذرة الحمراء” غدا

تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان يوم غد الثلاثاء الفيلم الصيني “الذرة الحمراء” للمخرج الصيني زانغ ييمو، وذلك بمقر المؤسسة بجبل عمان في تمام الساعة السادسة والنصف مساء، وذلك بمقر المؤسسة بجبل عمان.

ويقدم الفيلم الذي تم إنتاجه عام (1987)، صورة جريئة ومتقدمة لفترة بدايات الحكم الشيوعي في الصين، معرفاً بشريحة اجتماعية ريفية بدائية تعمل في مصنع ينتج الخمر من الذرة البرية الحمراء في أحد الأقاليم الجنوبية، مستخدماً الميثولوجيا التي توارثها الناس منذ القدم عن أجدادهم وآبائهم، وهو يفعل ذلك بشكل سينمائي مليء بالرموز المستخدمة بشكل واع للتشكيلات اللونية التي أظهرها في الفيلم لإيصال مفاهيم ذات دلالات تعبر عن أيديولوجية محددة.

في هذا الفيلم يحاول زانغ ييمو أن يشابه بين نتائج ما حدث في بدايات الصين وما يحدث في زمن إنتاج الفيلم على الساحة فيها من تغيرات على جميع الأصعدة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، من خلال استخدامه لصوت الراوي وهو حفيد لا يظهر في الفيلم بل يتم سماع صوته فقط، والذي كان يروي طيلة الوقت على لسان جدته ولم يرو أي كلمة عن أبيه سوى تلك التي قالها جده لأبيه وهي أن عيونه تسوء وأصبحت لا ترى إلا اللون الأحمر، وهذا الربط بين الماضي (الجد) والمستقبل (الحفيد) متناسياً الحاضر، فيه تعبير عن أن البداية كانت أفضل والحاضر فيه خلل والمستقبل يتطلب الإصلاح. وهذه وجهة نظر خاصة حول الفيلم الذي فيه الكثير من المعاني إذا أردنا تحليل كافة الصور وما تتضمنه من دلالات، التي دلت على مخرج واع لعناصر السينما على مستويي المضمون والشكل، واظهر فيه أنه متأثر بالمدرسة الانطباعية في الكثير من مشاهد الفيلم، خاصة من خلال المشهد العاطفي بين بطلي الفيلم في حقل الذرة البرية ( وهو مشهد مبدع بصريا وجماليا يبقى في ذاكرة المشاهدين لفترة طويلة، ويعكس قوة موهبة زانغ ييمو التي جعلت منه منذ هذا الفيلم واحدا من أهم المخرجين ليس فقط في السينما الصينية، بل والسينما العالمية).

يتزامن في الفيلم موضوعان رئيسيان، يرتبط الأول منهما بحكاية الزوجة التي تتمرد على وضعها وتتحول إلى إمرأة قيادية، والثاني يرتبط بفترة الاحتلال الياباني للصين، حيث يبين المخرج في مشاهد كثيرة قسوة المحتل الياباني الذي لم يتوان عن سلخ جلد الثائر لوهان وهو حي، كما أنه أظهر في المقابل أن من يريد أن يقاوم لن يعدم الوسيلة.

يتميز فيلم “الذرة الحمراء” بجرأة المخرج في تناول مواضيع ليست مألوفة في السينما الصينية، ومنها، على سبيل المثال، موضوع الخيانة الزوجية، فالزوجة التي تنتمي إلى عائلة فقيرة تقاد مكرهة إلى زوج هرم مريض ثري، ما يجعل من فكرة الخيانة تحمل في الفيلم دلالات ذات بعد اجتماعي طبقي بل وحتى ثوري. يتضح هذا من المشهد الافتتاحي الطويل الذي نراقب فيه مجموعة من العمال الريفيين، وهم، حسب التقليد المتبع، يحملون بأيديهم العروس على هودج، وفيما هي صامتة مسكينة داخل الهودج، نراهم يغنون أغنيات ساخرة يسخرون فيها من حالتها، وهو مشهد يناقض المشهد المألوف لزفة العروس.

الفيلم مقتبس عن رواية صينية شهيرة بعنوان “الذرة البرية الحمراء”، للكاتب الصيني مو يان الفائز بجائزة نوبل للآداب، وهي رواية تجري أحداثها بالريف الصيني في ظل الغزو الياباني للصين.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى