قمر “الفراولة” يُضيء سماء الأردن في ظاهرة نادرة لا تتكرر إلا كل 18 عامًا

تشهد سماء الأردن مساء الأربعاء، 11 حزيران، ظاهرة فلكية نادرة تُعرف بـ”الانقلاب القمري الرئيسي” أو “Lunistice”، وهي لا تحدث إلا مرة كل 18.6 سنة، بحسب ما أكد رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي. ويكتمل القمر في تمام الساعة 10:45 صباحًا، لكنه لا يُرى حتى شروقه عند الساعة 8:14 مساءً من الجهة الجنوبية الشرقية، بزاوية سمتية غير معتادة تبلغ 114 درجة، في مشهد فلكي فريد يلفت الأنظار.
وأوضح السكجي أن أهمية هذا الحدث لا تقتصر على اكتمال البدر، بل تكمن في موقع شروقه المنخفض جدًا على الأفق الجنوبي، وهو ما يجعله يخرج عن النمط المعتاد لمواقع شروق البدر. وينتج هذا الانحراف الكبير عن تفاعل معقد بين جاذبية الشمس والقمر والأرض، إلى جانب ميل مدار القمر وميل محور الأرض، ما يؤدي إلى انحراف زاوي يبلغ ±28.5 درجة، يصل ذروته هذا العام، في دورة لا تتكرر إلا كل نحو عقدين.
وستكون سماء الأردن من أفضل المواقع العالمية لرصد هذه الظاهرة، بفضل موقعه الجغرافي المميز، ما يسمح بمشاهدتها من مناطق مرتفعة مثل أسطح عمّان، وجبال البتراء، وصحارى وادي رم. وسيرى المواطنون القمر وهو يشرق من الجنوب كأنه يلامس الأفق، في مشهد استثنائي تتدرج فيه ألوان القمر من البرتقالي إلى الأحمر بسبب اختراقه الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي، ما يمنحه طابعًا ساحرًا يجذب عشاق التصوير الفلكي.
وفي هذا السياق، تنظم الجمعية الفلكية الأردنية فعاليات مفتوحة في مواقع أثرية وسياحية لتمكين الجمهور من مشاهدة هذه الظاهرة، ودعم السياحة الفلكية وربط العلوم بالتراث. كما دعت المصورين وهواة الفلك للاستعداد المسبق، مؤكدة أن هذه الظاهرة تقدم محتوى تعليميا غنيًا يمكن توظيفه في المناهج الدراسية، إلى جانب قيمتها العلمية والفنية التي تحتفي بها مراصد عالمية من لوس أنجلوس إلى نيوزيلندا.