معركة التوجيهي

كتبت: يسرى ابو عنيز
يقضي طلاب المدارس 12 عاما يتدرجون بصفوفهم الدراسية حتى يصلوا إلى مرحلة جديدة وهي مرحلة امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) والذي يُفترض أنه كباقي الصفوف المدرسية التي مر بها الطلاب طيلة فترة دراستهم.
غير أن هذا العام ،أو هذه المرحلة أصبحت شبحاً يهدد مستقبل طلبتنا ،لتبدأ معه معركة حقيقية لدى الكثير من الطلبة خوفاً من الإخفاق في هذا الإمتحان الذي يُقرر مصيرهم تارة،أو خوفاً من إنخفاض المعدل بحيث لا يتمكن الطالب من دراسة التخصص الذي يرغبه تارة أخرى.
إمتحان التوجيهي ،أو إمتحان الثانوية العامة لدينا أصبح معركة حقيقية يعيش فيها الطلبة وأولياء الأمور خلال هذا العام حالة من القلق والتوتر النفسي ،إضافة لحالة الطوارئ لدى هذه الأسر حتى صدور النتائج التي تأتي أحياناً كثيرة مُخيبة للأمال.
في هذا العام يُحارِب الطالب ،وأولياء الأمور على كافة الجبهات ،ما بين الحصص الخصوصي ،والبطاقات،والمراكز،والملخصات،والهدوء في البيت،ومنع الزيارات ،حتى يصبح جو البيت مناسباً للدراسة ،ولكن بالمقابل فقد ينتج عن ذلك الأجواء المشحونة في المنزل ،ويزداد التوتر،والقلق لدى الطالب بشكل مستمر حتى يأتي موعد الإمتحان ليزداد الوضع سوءاً لدى بعض الطلاب عما كان.
وتزداد المعركة لدى بعض طلابنا عند بدء الإمتحانات ،حيث تكون ما بين طبيعة الإمتحان،والأسئلة ما بين سهولتها وصعوبتها،والرهبة من أجواء الإمتحانات من مراقبة وغيرها،ومحاولات الغش لدى بعضهم ،وأحيانا حالات الفصل لطلبة نتيجة لتجاوز التعليمات ،الأمر الذي يزيد من القلق والتوتر النفسي والخوف.
ولعل ما نراه من حالات الوفاة المفاجئة(مع أيماننا بأن الموت حق) لبعض طلبة التوجيهي والتي تكون أحياناً قبل،أو بعد ،أو أثناء الإمتحانات لدليل واضح على الحالة النفسية من خوف وتوتر التي يعيشها الطلبة في هذه الظروف.
من هنا فإن الأمر يتطلب بإعادة النظر بهذا الإمتحان المصيري بالنسبة لطلابنا،حتى يتخلصوا من كل هذه الظروف النفسية السيئة عند عقد هذا الإمتحان،وأن يتم التعامل معه كأي صف آخر حتى لا نخسر أبناؤنا،وأن يتم التعامل مع الطلبة بالرأفة بحالهم،ومساعدتهم للتخلص من عقدة هذا الامتحان الذي يُشكل كابوساً لدى طلابنا وأولياء أمورهم،أو أن الجهات المعنية مُطالبة أيضاً بالتخفيف على طلبتنا،وعدم الإعتماد على هذا الإمتحان لتقرير مصيرهم عند القبول في الجامعات،وتأهيلهم لسوق العمل،ليتخلصوا من رهبة هذه المرحلة ،وهذا الإمتحان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى