أنس الشريف يلتحق بزملائه

كتبت: يسرى ابو عنيز
لم يكن خبر استشهاد الزميل أنس الشريف مفاجئاً بالنسبة لنا،بمقدار ما كان موجعاً،فأنس ينتظر الشهاده منذ بداية هذه الحرب اللعينة ،التي اكلت ولا زالت تأكل كل شيء أمامها.
نعم فأنس الذي التحق اليوم بركب الشهداء من الصحفيين في قطاع غزة سبقه للشهادة من زملائه وزميلاته أكثر من 231 صحفياً ،جميعهم قاموا بإيصال صورة حية لما يجري في القطاع من حرب إبادة .
أنس الشريف كان يعلم بأنه مشروع شهيد وسيلتحق
بزملائه شهيداً يوماً ما في هذه الحرب التي بدأت ولم تنتهِ ِ،حتى أنه في أحد المقاطع المتداولة يسأل الشهيد الصحفي إسماعيل الغول ،والمنشد حمزة ابو قينص من منا سيشتهد أولا ً وها هو يستشهد بعد فترة بعد أن استشهد رفاقه حمزه وإسماعيل.
نعم أنس عاش في هذه الحرب الوجع والفقد بعد أن استشهد الكثير والكثير من زملائه ،
وعاش الجوع والتشرد كما هو شعبه في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول من العام 2023،عاش النزوح والمجاعة ،عاش الدمار وآلة الحرب التي قتلت الكبير والصغير ،الطفل والشيخ ،المرأة والرجل ،عاش حرق الخيام و المستشفيات ،ودمار المدارس والمنازل،قصف العُزل والمدنيين ،المرضى والجرحى ،قتل الأطفال في الخداج،والمرضى على أسرتهم،دمار البيوت والمدارس والمستشفيات ،والمساجد
،والمقابر،قتل كل شيء.
نعم عاش كل هذا ووثقه ،ونقله بالصوت والصورة،حتى استشهاد الزملاء والزميلات من الصحفيين ،واستشهاد الفلسطيني تلو الآخر نقله ودموعه تنهمر،نعم انهمرت دموع أنس الشريف على كل ما جرى ،ولطالما نقل ووثق معاناة أهل غزة العزة في هذه الحرب للعالم وهم لا يجدون الطعام في العراء ،وبعض الخيام المهترئة في أغلب الأحيان إن وجدت والتي لا تقي من برد الشتاء ،ولا حر الصيف..
نعم أنس الشريف وثق استشهاد مئات الآلاف من الفلسطينيين ،والمئات من زملائه الصحفيين ،ووثق النزوح والجوع،ووثق كل ما من شأنه أن يُعري إسرائيل ،غير أن كل هذا لم يحميه من آلة الحرب الإسرائيلية ليكون هو من ينقل الخبر والخبر في الوقت نفسه،فمن سينقل خبر استشهادك ونحن اليوم نبكيك كما ابكيتنا على الشهداء من الصحفيين وأهل غزة ..
إلى جنات النعيم أنس الشريف..وعظم الله أجرك يا غزة..ولك الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى