منها صندوق العروس وعباية الخال والعم عروسان في منطقة شفا بدران يحييان العادات والتقاليد الأردنية القديمة بحفل زفافهما

يسرى ابو عنيز
رغم التطور التكنولوجي والعلمي الذي تشهده دول العالم ، ومنها الأردن، ليطال هذا التطور،ويؤثر على جميع نواحي الحياة حتى وصل إلى موروثنا الشعبي الذي تربينا عليه،وورثناه عن الأباء كما ورثه الآباء عن الأجداد.
ورغم ما طرأ ،وما ألت إليه الكثير من عاداتنا وتقاليدنا في كافة المناسبات ،وبخاصة في حفلات الزواج في الأردن حتى أصبح هناك من يباهي بعدد النجمات للفندق الذي سيقيم فيه حفل الزفاف لإبنه أو إبنته..
وسط كل هذا أبهرنا تصرف عدد من شباب عشيرة الحجاج في منطقة شفا بدران في العاصمة عمّان بإصرارهم للعودة لعادات الأجداد عند إقامة حفل زفاف طبيبه ومهندسة ومهندسان (صهيب وليث ومحمد الحجاج )من نفس العشيرة حسب العادات والتقاليد الاجتماعية المتبعة زمن الأجداد.
ورغم كل ذلك فقد أصر العريس والعروس والذي أُقيم عرسمها قبل أسابيع في منطقة شفا بدران على احياء عادات الآباء والأجداد في حفل زفافهما حيث تم بناء بيوت الشعر المروبعة،ودعوة الأهل والأصدقاء والأقارب ،والأحبة،للمشاركة في هذا العرس ولإقامة حفل عرسهما على الطريقه الأردنية الأصلية من حيث السهرات ( التعليلة) التي استمرت لعدة أيام حيث كانت رقصات الخيل حاضرة،إضافة لرقصة الدحية والهجيني ، والشعر ،والرقصة بالسيف ،والدبكات الشعبية،إضافة للباس الأردني الأصيل المُزين بالشماغ والعقال والعباية التي تزيد اللباس جمالاً وهيبة.
وفي حفل العرس تم تقديم القهوة العربية الأصيلة ،والشاي وهو من عاداتنا وتقاليدنا في السابق في حفلات الأعراس ،وتوزيع الحلوى والراحة،والتوفي وغيرها من الحلويات في أطباق وسلال من القش.
حمام العريس من العادات والتقاليد الاجتماعية التي كانت موجودة سابقا حيث كانت من ضمن العادات التي تمسك بها العروسين ،وكذلك حنة العروس والعريس وما يتخللها من توزيع للحناء ،ووضعها على أيدي العروس والعريس ،وتوزيع الحلوى على شكل صرر في سلال من القش على المدعوين وكذلك القهوة العربية الأصيلة ،إضافة للأغاني الشعبية الأردنية المتعلقة بليلة الحناء.
كما تخلل حفل العرس إحياء إحدى عاداتنا والمتعلقة بعباية العم والخال،حيث تم تلبيس خال العروس عباية الخال،وتلبيس عم العريس عباية العم،وهي من العادات والتقاليد الاجتماعية التي اختفت منذ فترة طويلة،كما تم تقديم السيف كهدية.
اما من أبرز العادات والتقاليد الاجتماعية التي أحيتها العروس فهو صندوق العروس القديم والذي استخدمته الجدات ،وسبقهن لذلك جداتهن ،بحيث تقوم العروس بوضع جهازها من ملابس ومستلزمات للتجميل فيه،وكذلك المرحلة التي تحتوي يوضع فيها الكحل الأسود العربي الأصيل والذي يزيد المرأة العربية جمالاً.
كل هذه العادات والتقاليد الاجتماعية التي أحياها الشابان في عرسهما كانت قد اندثرت بعد أن كانت سهرة حفل الزفاف تمتد لمدة أسبوع من السبت إلى الجمعة ،أو ثلاثة أيام من مساء الأربعاء حتى يوم الجمعة يتخللها رقصة الدحية للرجال المصحوبة بالهجيني المتوارث من جيل إلى جيل وأثناء الحفل تقوم إحدى السيدات أو أكثر باخفاء ملامحها وترقص بالسيف أمام رقصة الدحية حيث تسمى ( المحوشية)غير أن هذه العادات اندثرت منذ سنوات طويلة.
وكانوا سابقا في ليلة الجمعة وهي آخر أيام العرس لا ينام أهل العريس وأقاربه رجالاً ونساء لإنشغالهم بذبح الذبائح وتجهيز خبز الشراك،ومرس الجنيد تجهيزا لإعداد طعام الغداء ليوم الجمعة للمدعوين وهو ما يسمى ( يوم الجرا) حيث يكون بعد صلاة يوم الجمعة،يتم خلاله تقديم النقوط للعريس حيث يكون إما مبلغا من المال ،او ذبائح من الأغنام ،او هدايا ثمينه.
ويسبق حفل الغداء إحضار العروس من بيت أهلها بسيارة مخصصه لهذه الغاية يتم تزيينها لهذه المناسبة ،أو إركابها على حصان كما كان سابقاً ،وبالنسبة للسيارات فتتوجه من بيت أهل العريس إلى بيت أهل العروس في موكب يسمى( الفاردة) يتخلله إطلاق الزوامير،والعيارات النارية سابقا ،اما الآن فيتم إطلاق الألعاب النارية ،بخيث يسير الموكب بشكل منتظم على شكل قطار.
ويسبق ليلة الجمعة سهره للشباب ،وليلة الحناء للعروس وللعريس،بحيث تكون حفلة الحناء للعروس في منزل أهلها بحيث يتم وضع الحناء للعروس على يديها،وتوزيع الحناء على المدعوات من الأهل والأصدقاء والأقارب ،ويتخلل الحفل الأغاني الشعبية الأردنية والدبكات والرقصات الشعبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى