انطلاق المرحلة البرية لـ”عربات جدعون 2″ وملامح معركة غزة

جاء في تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي دخل المرحلة البرية من عملية “عربات جدعون 2” بتقدم ألوية قتالية نحو أحياء غزة المكتظة، بعد موجة قصف جوي وتصعيد ليلية استهدفت أبراجاً ومباني متعددة الطوابق. التحرك الأرضي تزامن مع نزوح واسع لمدنيين نحو الجنوب واندلاع سلسلة انفجارات أضفت على سماء المدينة لونا برتقالياً في مشاهد أبلغ عنها سكان محليون.

التقرير أوضح أن القيادة العسكرية اتخذت إجراءات صارمة لأمن المعلومات قبل انطلاق الاقتحام، شملت جمع هواتف عدد من الجنود المشاركين وفرض قيود على الاتصالات، فيما وُجهت تعليمات تتوقع بقاء القوات داخل القطاع لأمد قد يصل إلى أسابيع مع انتشار في شوارع وبيوت تتكرر فيها عمليات تطهير ومخابئ مؤقتة. نسبة من المجندين المشاركين من شباب كانوا في مرحلة المدرسة الثانوية في 7 أكتوبر، ما يضيف بعداً نفسياً وعملياً لمخاطر المواجهة في بيئة حضرية معقدة.

من الجانب التكتيكي، وصف التقرير قدرات حماس في مدينة غزة بأنها متماسكة نسبياً بفضل شبكة أنفاق وقواعد تحت الأرض لم تُكتشف بالكامل أو أعيد تأهيلها، ومن ثم يمر الهجوم عبر مناورة على عمقين: فوق الأرض وتحتها، مع توقع أن يتم تدمير حصص أكبر من الأبنية مقارنة بجولات سابقة. التقديرات العسكرية الداخلية تُشير إلى أن العملية قد تستغرق وقتاً طويلاً، وربما تمتد لأشهر، وأن النتائج العسكرية وحدها قد لا تنهي وجود التنظيم بدون قرار سياسي مصاحب.

في الكواليس السياسية والأمنية، ثمة انقسام وقلق بين المستويات القيادية حول تكلفة العملية على الأرواح والرهائن وإمكانات النجاح الطويل الأمد، فيما اختارت القيادة اعتماد سياسة غموض وإخفاء عناصر وقيادات عن الجمهور لتقليل التأثير الإعلامي والعملياتي. تتوالى التحذيرات من ارتفاع فاتورة المعركة على المدنيين والبنية التحتية إذا استمرت تصاعدية المواجهات بنفس الوتيرة.
المصدر: يديعوت أحرونوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى