كيف يساهم الأكسجين الأرضي في تكوين الصدأ على سطح القمر

تكشف بيانات علمية حديثة أن الجسيمات المشحونة من الأكسجين في الغلاف الجوي للأرض قادرة على

تحويل المعادن القمرية إلى هيماتيت، وهو المعدن المعروف باسم الصدأ. هذا الاكتشاف
يعيد رسم العلاقة بين الأرض وقمرها الطبيعي، ويكشف أن التفاعلات الكيميائية بينهما أعمق مما كان يُعتقد.

إقرأ أيضا: ارتفع صافي أرباح Hindustan Zinc في الربع الثالث بنسبة 32% على أساس سنوي ليصل إلى 317 مليون دولار أمريكي، مدفوعًا بزيادة حجم المعادن وخفض التكاليف.

الرياح الشمسية مقابل الرياح الأرضية

في الظروف العادية، يتعرض كل من القمر والأرض إلى الرياح الشمسية، وهي تدفقات مستمرة
من الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس. لكن خلال خمسة أيام تقريبًا من كل شهر، تعمل الأرض كدرع
يحجب هذا التدفق عن القمر. في هذه الفترة، يستقبل القمر ما يسمى بـ
الرياح الأرضية، وهي جسيمات أيونية من الأكسجين والهيدروجين والنيتروجين، مصدرها
الغلاف الجوي لكوكبنا.

إقرأ أيضا: بنك الأردن الراعي الرسمي للنسخة الثانية من رالي وادي القمر للملاحة ورالي باها-الأردن العالمي

تأثير الأكسجين الأرضي على المعادن القمرية

عندما تخترق هذه الجسيمات سطح التربة القمرية، تُطلق سلسلة من التفاعلات الكيميائية المعقدة،
ما يؤدي إلى تكوين الهيماتيت. وجود هذا المعدن على القمر أثار دهشة العلماء
لأنه يتطلب توفر الماء والأكسجين، وهما عنصران شبه منعدمان على سطح القمر.

إثبات علمي من بعثات فضائية وتجارب مخبرية

بيانات مأخوذة من بعثة تشاندرايان-1 أظهرت وجود الهيماتيت على قطبي القمر،
ما دعم فرضية دور الأكسجين الأرضي في تكوينه. تجارب مخبرية حديثة أكدت أن هذه العملية ممكنة،
حيث يقوم الأكسجين بتحويل المعادن القمرية إلى صدأ، بينما يعمل الهيدروجين على عكس هذا التفاعل،
ليصبح هناك توازن كيميائي فريد بين التآكل والتجدد المعدني.

القمر كمستودع لتاريخ كوكبي

زيليان جين، عالم الكواكب في جامعة ماكاو للعلوم والتكنولوجيا، أوضح أن هذا
الاكتشاف يكشف عن “علاقة دقيقة بين الأرض والقمر”، مؤكداً أن القمر ليس مجرد جرم صامت، بل يشارك
في تفاعلات كيميائية معقدة مرتبطة بالأرض. وأضاف أن القمر يعمل بمثابة “حارس” يسجل آثار
التفاعلات الكوكبية، ما يجعله مفتاحًا لفهم تاريخ الروابط بين الكواكب في الفضاء.

أهمية هذا الاكتشاف للبعثات المستقبلية

وجود الهيماتيت على القمر يعزز أهمية بعثات مثل برنامج أرتميس و
مركبة VIPER التي ستستكشف جليد القمر. دراسة هذه المعادن قد تكشف الكثير عن
تطور الغلاف الجوي للأرض، وعن الدور الحيوي الذي يلعبه القمر في حفظ أسرار كوكبنا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى