ندوة بمعرض عمان للكتاب تستذكر العصر الذهبي للدراما بين بين عُمان والأردن  

أكد فنانون ومخرجون وكتاب من عُمان والأردن على عمق العلاقات الفنية التي أسست لأجيال من المتابعين، مشددين في الوقت ذاته على التحديات الراهنة التي تواجه صناعة المحتوى العربي، ومطالبين بضرورة تدخل صانع القرار لإنشاء هيئات مستقلة ذات ميزانيات ضخمة لإنقاذ الدراما.

 

بمعرض عمان للكتاب
بمعرض عمان للكتاب

جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “الدراما: رحلة الفن بين عُمان والأردن، أدارها الإعلامي فضل معارك، أقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب 2025 الذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين، بمشاركة الكاتبة بهية الشكيلية، والفنان طالب البلوشي من سلطنة عمان، والمخرجان حسن أبو شعيرة، وفايز دعيبس من الأردن.

وتناول الفنان البلوشي تاريخ التعاون الدرامي، معرباً عن محبة عُمان إلى “أرض الشهامة الأردن الحبيبة”.

بمعرض عمان للكتاب
بمعرض عمان للكتاب

وأشار إلى أن بداية الدراما في سلطنة عُمان كانت في عام 1974، وكان تلفزيون السلطنة يُعرف حينها بـ “تلفزيون عمان الملون” كونه الوحيد الملون في الخليج آنذاك.

ولفت إلى أن الكثير من الأردنيين ساهموا في قيام تلفزيون سلطنة عُمان، وذكر منهم أسماء برامجية ودرامية بارزة مثل صالح ارتيمة، ومحمد الطراونة، وإحسان رمزي، وغيرهم.

كما أكد أن المخرجين الأردنيين مثل حسن أبوشعيرة وفايز دعيبس أثروا حركة الدراما في السلطنة، مشددا على أن مسلسل “عُمان في التاريخ”، وهو عمل ضخم صُوِّر بين الأردن وعُمان وشارك فيه أكثر من 18 ممثلاً أردنياً، كان دليلاً على أن “عُمان وعَمّان قلبًا واحدًا” في الدراما العربية.

واستذكر المخرج أبوشعيرة تجربته الخاصة في سلطنة عُمان، واصفاً الفترة التي عمل بها (1990–1996) والمرحلة التي سبقتها بأنها “العصران الذهبيان للدراما العمانية”.

وأكد أنه لم يشعر لحظة واحدة بأنه مغترب في عُمان.

وركزعلى إيمان صانع القرار الإعلامي العماني بدور الدراما في “صناعة وطن ومواطن”، حيث ذكر أن وكيل الوزارة حينها قدم له قائمة بـ 17 نقطة يريد الإعلام العماني معالجتها عبر الدراما.

وأشار إلى أن مسلسل عُمان في التاريخ كان “تاج وعنوان” تجربته، حيث بلغت تكلفته حوالي 4 ملايين دينار أردني، وتم تصويره في زنجبار وعُمان وصلالة واستديوهات التلفزيون الأردني لمدة 35 يوماً.

من جانبه، تحدث المخرج دعيبس عن تجربته الأخيرة في إخراج مسلسل “بقايا زمان”في سلطنة عُمان، واصفاً العمل الذي كتبته بهية الشكيلية بأنه “باكورة أعمالها” كان عملاً متميزاً ورائعاً.

كما أشار إلى المحبة والأخوة والتشابه في “الأصالة العربية الشامخة” بين الشعبين الأردني والعماني.

وأكدت الكاتبة الشكيلية على الذكريات الجميلة مع الدراما الأردنية، مشيرة إلى أن حوالي 85% من العمانيين من جيل الثمانينات والتسعينات كانوا يجلسون لمتابعة المسلسلات البدوية الأردنية مثل وضحى وبن عجلان وراس غليص، لما تحمله من نخوة وشهامة.

وحول مواصفات الكاتب الجيد، أوضحت أن علاقة الكاتب القوية مع شخصياته هي مفتاح لإنتاج نص سليم ومترابط، واصفة الكاتب بأنه “قائد لهذه الشخصيات”.

وفيما يخص تحدي الذكاء الاصطناعي، رفضت الكاتبة الشكيلية فكرة مساعدة الذكاء الاصطناعي للكاتب في تطوير نصه، مؤكدة أنه “يستحيل” أن يصل الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة العاطفة (الحزن أو الفرح أو الغضب) ليوصل المشاعر من الورق إلى قلوب المشاهدين، وأن الكاتب الأصلي هو “المحرك الأساسي”.

بمعرض عمان للكتاب
بمعرض عمان للكتاب

وكان الإعلامي معارك، قد استهل الندوة بالإشارة إلى العلاقات السياسية المتميزة بين الأردن وسلطنة عُمان والتي كان لها انعكاس إيجابي كبير على المجالات الثقافية والفنية، وأن الجلسة تسعى لاستذكار “الزمن الجميل” والبناء على ما أُنجز سابقاً لتكوين شراكات جديدة تواكب التحديات التكنولوجية.

واختتمت الجلسة التي أقيمت ضمن برنامج سلطنة عمان ضيف الشرف لهذا العام بضرورة تكرار التجربة المشتركة في ظل وجود هيئة تعنى بالدراما في كل من سلطنة عُمان الأردن بميزانية كبيرة لصناعة دراما عصرية.

وفي نهاية الندوة، كرم رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، ومدير معرض عمان الدولي للكتاب المشاركين في الندوة بدرع المعرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى