عامان كاملان من الحرب على غزة..فكل التحية لشعب الجبارين.

كتبت: يسرى ابو عنيز
اليوم تدخل معركة طوفان الأقصى..وتدخل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الثالث..مُورست فيها كل أشكال الوحشية بحق شعب أعزل وبحق المدنيين الأبرياء في القطاع.
نعم 730 يوماً من حرب الإبادة ،قُتل فيها الأطفال والنساء..الشيوخ والشباب.. الكبير والصغير..الفقير والغني..الطالب والعامل..ربة البيت والموظفة..المُعلم والتلميذ..الجريح والمُسعف..طفل الخداج والطفل الرضيع..قُتل كل شيء حتى الحيوانات لم تسلم في هذه الحرب الشعواء..حتى الأحلام والفرحة قُتلت قبل أن تكتمل لأطفال وشباب غزة العزة.
نعم 730 يوماً عاشها أهل قطاع غزة على مرأى ومسمع من العالم عاشوها بين القتل والدمار..والتجويع والعذاب…وبين التشريد والنزوح..والألم وحرقة الفراق..وبين كرامة لهذا الشعب تُدَرَس في أرقى الجامعات.. ولشعب كانت أرضه والحفاظ عليها .. والدفاع عنها.. واستعادتها من المحتل كل ما يطمح إليه رغم كل ما عانى ويعاني.
عامان كاملان مرت على هذه الجريمة النكراء فكان الشهيد تلو الشهيد..والوجع أكبر من كل يوم.. والجرحى في ازدياد..والفقدان لا يعلم به إلا من عاناه في غزة.. والألم يكبر في كل يوم..بحيث مورست كل أشكال الظلم والاضطهاد والعدوان والقهر غير أنهم لم يُقهروا لإيمانهم الراسخ بقضيتهم..وحقهم في الدفاع عن أرضهم.
عامان كاملان مُحيت فيها أسماء عائلات بأكملها من السجلات المدنية بعد أن استشهد جميع أفرادها..وفُقدت فيها عائلات أخرى ولم يُعرف عنها شيئا..وهُدمت البيوت والمجمعات السكنية على رؤوس أصحابها..كما تم تفجير الملاجئ على النازحين..وحُرقت خيامهم وهم نيام.. حتى أنهم حُرقوا وهم أحياء.
في عامين كاملين استشهد أكثر من 67 ألف فلسطيني في قطاع غزة من معلمين وطلبة..أمهات وأباء.. أطفال وشيوخ.. نساء ورجال..أطباء وكوادر طبية جريمتهم الوحيدة أنهم يقدمون الرعاية الطبية للمرضى..ويسعفون الجرحى..فهم يقومون بواجبهم الإنساني.. حتى استشهد من استشهد..وأُعتقل من أُعتقل منهم..وهُدمت المستشفيات..وقُطعت الكهرباء حتى من كان فيها حتى أطفال الخداج .. وتلك الأجنة التي لم تكتمل.
في عامين كاملين استشهد الصحفي والمصور في محاولة لطمس الحقيقة..والُمسعف والجريح لمنع وصول الخدمات الطبية للمصابين..نِبشت القبور وحُرقت..قُتل أكثر من 18 ألف طفل..وأصيب مئات الألاف من الفلسطينيين..وأُعتقل الألاف أيضاً..وفُقد الألاف كذلك ..وهُناك من دُفنوا وهم أحياء..
في عامين كاملين أُستخدمت كل صنوف العذاب والأسلحة الثقيلة والخفيفة ضد المدنيين العُزل ..وهُجروا مئات المرات ولم يجدوا مكاناً أمناً يحميهم..وأُغلقت المعابر..ومُنعت عنهم كل المساعدات.. فعاشوا المجاعة بكل ما تحمل من معنى..حتى مات أطفالهم جوعاً..وشيوخهم من المرض والجوع..وأصيبوا بكافة أنواع الأمراض الجلدية..وسوء التغذية..ورغم كل ذلك لم يفقدوا إيمانهم بخالقهم..ولا بحقهم في الأرض. ولا بقضيتهم ..أتعرفون لماذا..؟ لأنهم شعب الجبارين..فتحية لكل فرد منهم..ولهم منا قبلة على كل جبين شهيد..وانحناءة عز وكبرياء لكل حر وحرة من هؤلاء.