من الريادة إلى الابتكار: ميناكوم تحتفل بثلاثين عاماً من التميز وتواصل المسيرة نحو الإبداع الذكي

بقلم: ريليا يوفيتش
الرئيس التنفيذي لمجموعة ميناكوم للاتصال التسويقي-الأردن

تمضي السنوات حتى يكاد المرء لا يشعر بها، لكن بلوغ اليوبيل اللؤلؤي في ذكرى التأسيس الثلاثين لأية مؤسسة يعد محطة هامة. في عالم الاتصال التسويقي سريع ودائم التغير، يعد العيد الثلاثين للمؤسسات العاملة ضمنه، إنجازاً قلّما يسجل، ولا يعبر عن مجرد رقم، كما لا يقاس بالوقت، إنما بالإرث والإنجاز، فهو الشاهد على القدرة على التكيف والاستدامة، ولا سيما الأثر.
على مدار ثلاثة عقود، تطورت وتوسعت مجموعة ميناكوم، كما تنامت لتتحول من تجمع ريادي لوكالات ابتكارية لطالما شكلت ملامح واستراتيجيات الاتصال التسويقي غير المسبوقة، مرسخة مكانتها كقوة إبداعية، إلى أن باتت اليوم شبكة الاتصال التسويقي المتكاملة والأكبر في المملكة.
واليوم، وبينما نستحضر في ميناكوم هذا الإرث مع بلوغ مسيرتنا عامها الثلاثين، فإن أنظارنا تتجه نحو المستقبل الذي نتطلع إليه بعين مختلفة، ترى في التكنولوجيا شريكاً للإبداع الذي نركز على إعادة تعريفه، وفي المواهب التي سنحرص على مواصلة تطويرها محركاً للتجدد، وفي الشراكات التي سنسعى لتعميقها بوابة نحو الفصل القادم من مسيرتنا، والذي سيتخذ من الذكاء الإبداعي عنواناً له.
إرث من الشراكات ومستقبل عماده الإبداع المشترك
منذ انطلاقتها، مارست ميناكوم عملياتها وفقاً لفلسفة تضع العملاء في قلب الاهتمام، وتبنى العلاقة معهم في إطارها على مفهوم الشراكة الحقيقية، معتبرةً إياهم شركاء عمل ونجاح. وفي هذا السياق، نجحت المجموعة على مدى العقود الماضية في بناء علاقاتٍ طويلة الأمد مع عملائها، منها ما يصنف الأكثر استدامة على مستوى المنطقة، وجميعها قامت على الثقة والتكامل والعمل بروح الفريق الواحد، حتى غدت امتداداً طبيعياً لفرقهم ومشاريعهم.
واليوم، تتطور هذه الروح التعاونية إلى مرحلة جديدة لتسفر عن نموذج الإبداع المشترك، الذي تدمج ميناكوم عبره قدراتها وخبراتها مع طموحات شركائها لتطوير استراتيجياتٍ متكاملة في الوقت الفعلي. وفي زمنٍ تتقاطع فيه حدود العلامات التجارية مع جمهورها وقنواتها المتنوعة بشكلٍ متسارع ومستمر، تبرز أهمية هذه الشراكات العميقة كونها تشكل حجر الأساس للتفوق التنافسي والاستدامة.
المواهب في صميم التحول
مع مرور السنوات وتنامي حجم الأعمال، ظلت الطاقات البشرية تمثل قلب ميناكوم النابض وقوتها الدافعة؛ ذلك أنها لم تكن يوماً مجرد موارد، بل المحرك الذي يحول الأفكار إلى إنجازات، والرؤية إلى واقع في شركات المجموعة الخمس المتمثلة في كل من “ڤي إم إل واي آند آر”، و”وندرمان”، و”أصداء-بي سي دبليو”، و”ويڤميكر”، و”إنترماركتس”، والتي كانت جميعها حاضنة ومنتجة للمواهب والكفاءات والخبراء من الأردن والخارج في مجالات العمل الإبداعي والتخطيط والاتصال الاستراتيجي الإعلامي والمؤسسي والمحتوى.
ولعل وحدات العمل المستقلة التي تتفرد ميناكوم بتقديم نموذجها لخدمة كبار العملاء، والتي تجمع كل منها فريقاً من المتخصصين في جميع المجالات من كوادر شركات المجموعة، تمثل خير دليل على أن المجموعة ليست منصة للخدمات فقط، بل منصة للمواهب والكفاءات والخبرات التراكمية التي شكلت الأساس الصلب لتطبيق هذا النموذج الذي يتم معه تكريس فرق متكاملة، يتم تشكيلها على نحو مخصص لتلبية احتياجات الشركاء من خدمات وحلول الشركات الخمس، وضمان اتساقها عبر جميع القنوات ضمن محطة ومنظومة واحدة تعزز التأثير الموحد للعلامة التجارية.
وتعزيزاً لهذا النهج الذي أثبت جدواه عبر العقود الثلاثة، ستقود ميناكوم مسارها خلال عقدها القادم نحو المزيد من المرونة، والمواكبة السريعة للتغيير، والانفتاح الدائم على كل ما هو جديد وتبنّيه، إلى جانب إتقان لغة العالم الرقمي والتعامل بذكاء مع بيئته؛ إذ يتطلب المستقبل عقليات متعطشة للتعلم، تتكيف باستمرار، كما تمضي بثقة نحو الأمام.
الذكاء الاصطناعي والبيانات: آفاق جديدة للرؤى الإبداعية
وحيث رافقت التكنولوجيا في مختلف مراحل تطورها عمليات التخطيط الاستراتيجي لدى ميناكوم، فكانت أداة لتمكينها، وبالنظر لكونها تعد في العصر الحالي شريكاً في صياغة جوهر الإبداع وإعادة تشكيل طبيعته، فإن المجموعة تنظر إلى الذكاء الاصطناعي الذي لم يعد وسيلة لتحليل البيانات فقط، بل أصبح مساحة للإلهام مع إمكانياته الاستثنائية، ابتداءً من أتمتة التعقيدات ومروراً باستخلاص الرؤى من البيانات، وصولاً لتوسيع حدود العمل الإبداعي، كرافد ومكمل للابتكار الإبداعي البشري لا بديلاً عنه.
ومن خلال دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب ومجالات عملها، من بحث وتخطيط وإنتاج، تتيح ميناكوم لفرق عملها الفرصة للتركيز على جوهر العمل الإبداعي من أفكار خلاقة وسرد مؤثر وحل التحديات بذكاء، محررةً إياهم من عبء الانشغال بالمهام الروتينية، إيماناً منها بأن البيانات تتحول من أرقام جامدة إلى لوحات فنية نابضة عندما تدار بعين مبدعة.
الريادة الإقليمية والنظرة العالمية
إن مسيرة مجموعة ميناكوم إنما تعكس التحولات التي شهدتها المنطقة؛ حيث أن التجربة الجريئة وواثقة الخطى التي مضت بها ميناكوم من قلب الأردن، تطورت حتى أصبحت المجموعة شبكةً نشطة وذات تأثير مباشر على تشكيل مشهد الاتصال الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال دمج رؤيتها العالمية مع الفهم العميق للسياقات المحلية، في منهجية أسهمت في مساندة العلامات التجارية للعملاء على مواكبة سلوكيات المستهلكين المتغيرة، والتكيف مع المنصات الناشئة، والاستجابة لمتطلبات اقتصاد المعرفة القائم على البيانات. وعلى مر السنوات، حصدت المجموعة العديد من الجوائز والإشادات المحلية والإقليمية، التي توجت بجوائز دولية مرموقة كان من أبرزها جوائز مهرجان كان ليونز، وThe One Show، فضلاً عن جوائز لندن الدولية للإعلان عام 2021، والتي تبرهن جميعها على أن الإبداع الذي يولد وينشأ في هذه المنطقة قادر على منافسة أفضل الأعمال العالمية.
ثلاثون عاماً ليست سوى البداية
لقد ارتكزت مسيرة مجموعة ميناكوم على أربعة ركائز أساسية راسخة: التعاون، والمواهب والرؤية، بالإضافة إلى التكامل. وقد قادت هذه الركائز ميناكوم خلال موجات التغيير التكنولوجي والثقافي، وستظل المرشد والموجه لها بينما تمضي نحو فصل جديد في عالم الاتصال التسويقي، بالاستناد إلى الذكاء، والمرونة، والقيمة المشتركة.
وقد شكل تجديد الهوية المؤسسية للمجموعة وانتقالها إلى مقرها الجديد في العبدلي علامة على التزامها وطموحها المستقبلي، الذي تعتزم في إطاره على إرساء أسس العقود الثلاثة القادمة؛ لتواصل الرحلة نحو مستقبل يتناغم فيه الذكاء الاصطناعي مع الإبداع البشري، وتمنح المواهب ضمنه القوة لقيادة التحول، وتصبح معه الشراكات مع العملاء محركاً للنمو والابتكار عبر الحدود. إن حكاية مسيرة ميناكوم متواصلة، وفي عديد من النواحي والمجالات يمكن وصفها أنها على أعتاب فصل أكثر إشراقاً وإبداعاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى