مناظرات الدوحة تناقش دور الموروث الفكري في عالمنا المعاصر

خبراء وطلّاب يبحثون قدرة الحكمة القديمة على المساهمة في حل قضايا المجتمع الحديث

خبراء وطلّاب يبحثون قدرة الحكمة القديمة على المساهمة في حل قضايا المجتمع الحديث

وسط تزايد التساؤلات حول القيم والمبادئ الإنسانية، تطرح مناظرات الدوحة سؤالًا محوريًا: هل ما زالت الحكمة القديمة قادرة على توجيه المجتمعات المعاصرة؟

في أحدث حلقات الموسم الجديد، التي تديرها الإعلامية دارين أبو غيدا، انضم طلاب من مختلف أنحاء قطر إلى ثلاثة مفكرين عالميين لمناقشة معضلة أزلية تتعلق بما إذا كان الموروث الفكري يوفّر حلولًا ملائمًة لتحدياتنا الأكثر إلحاحًا، أم أننا بحاجة إلى رؤى جريئة ومبتكرة.

ينتقد وائل حلاق، أستاذ العلوم الإنسانية في مؤسسة أفالون بجامعة كولومبيا، ما يسميه “الفراغ الأخلاقي” للحداثة وتركيزها على التقدم المادي، داعيًا إلى العودة إلى المبادئ الأخلاقية المتجذرة في القيم الإلهية، ويعلق: “يمكننا استقاء المعرفة من إرثنا الغني، وتطوير أساليب تفكير جديدة تستند إليه.”

بينما ترى صوفي سكوت براون، الفيلسوفة ومؤرخة الفكر السياسي في معهد تاريخ الفكر بجامعة سانت أندروز، أن الخطر الحقيقي يكمن في تمجيد الماضي، فهي تناهض السلطة الموروثة، وتحث على زيادة الوعي النقدي بأساليب اختبائها خلف ستار التقاليد، وتوضح:“علينا أن نتوخى الحذر بشأن مقدار السلطة التي نمنحها لمزاعم تسعى إلى إضفاء طابعًا تاريخيًا أو طبيعيًا على أمر ما، مع الإلمام بالسياسات الكامنة وراء ذلك.”

ويتبنّى برونو ماسيس، مؤلف كتاب بناة العالم” ووزير الدولة السابق للشؤون الأوروبية في البرتغال، نهجًا وسطيًا عمليًا، يرى أن انحسار العالمية الليبرالية وظهور عالم من “الحداثات الحضارية” دفع الأمم إلى إعادة اكتشاف إرثها الثقافي، حيث يشير:
حتى وإن لم نتقبل الحلول التي تطرحها الموروثات أو المجتمعات القديمة، ما زال بإمكاننا تعلم الكثير منها.”

تمتد المناظرة من التساؤل حول التقاليد إلى محاولة استكشاف المغزى، حيث يبحث المفكرون والطلاب في مسارات التوجيه الأخلاقي، سواء كانت في المعتقدات، أو الذاكرة الثقافية، أو الحرية المطلقة.

ويعلق أمجد عطا الله، المدير الإداري لمناظرات الدوحة: لطالما بحث البشر، على اختلاف حضاراتهم، عن التوجيه الأخلاقي في عالم يسوده عدم اليقين. إن هذه المناظرة تتحدانا لاستكشاف سبل الحكمة والمعناني والأهداف في حياتنا اليومية.”

صُوِّرت المناظرة بأسلوب “المجلس” المميّز لمناظرات الدوحة، والذي يعكس رسالة البرنامج في تعزيز الحوار المفتوح واستكشاف الحقيقة، ويذكّرنا بأن الحكمة، سواء كانت قديمة أو حديثة، لا تُورّث فحسب، بل يُعاد اكتشافها وصياغتها عبر الثقافات المختلفة والأجيال المتعاقبة.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى