مقتنياتٌ نادرةٌ تحتفي بشغف الإنسان الأبدي بالفضاء تُعرض في معرض فن أبوظبي 2025

بينما تُرسِّخ دولة الإمارات مكانتها ضمن جيلٍ جديدٍ من الدول الطامحة إلى استكشاف الفضاء، عبر بعثاتها إلى القمر والمريخ، يحتفي دار بيتر هارينغتون بهذا الشغف الإنساني المتجذّر بالكون في معرض فن أبوظبي 2025. من كتاب غاليليو “سيديريوس نونسيوس Sidereus Nuncius” إلى صورة ناسا الشهيرة “شروق الأرض”، يجمع هذا المعرض بين فجر الاكتشافات السماوية ورؤية المنطقة الطموحة لمستقبل استكشاف الفضاء.
نوفمبر 2025: تعتزم دار بيتر هارينغتون، الرائدة عالميًا في مجال الكتب النادرة، عرض ثلاث مقتنياتٍ استثنائيةٍ مرتبطةٍ باستكشاف الفضاء للبيع خلال معرض فن أبوظبي 2025، في رحلة توثق تطور علاقة البشرية بالفضاء، بدءًا برسومات غاليليو الأولى لسطح القمر كما شوهد عبر التلسكوب، مرورًا بأول صورةٍ مدهشةٍ للأرض من مدار القمر، وصولًا إلى التوقيعات الأصلية لكل رائد فضاء وطأت قدماه سطح القمر.
ومع تجدد طموحات العالم والمنطقة للعودة إلى القمر والرحلة إلى المريخ، تسترعي المجموعة التي سيتم عرضها التفكير في استمرارية الفضول البشري؛ وكيف يعيد كل جيلٍ تصور مكانه في هذا الكون.
ومن أبرز المعروضات التي يقدمها دار بيتر هارينغتون في المعرض كتاب “سيديريوس نونسيوس Sidereus Nuncius” للعالم غاليليو غاليلي (1610)، وهي الطبعة الأولى من الكتاب الذي غيّر فهمنا للكون إلى الأبد. فمن خلال تلسكوبه، أزال غاليليو معتقداتٍ دامت قرونًا حول نظرية “الكون المثالي”، كاشفًا عن قمرٍ مليءٍ بالجبال والفوهات، كما اكتشف نجومًا تفوق بعشرة أضعاف ما كان مرئيًا بالعين المجردة، ورصد أربعة أقمار تدور حول المشتري، وكل هذا عزز فكرة أن الأرض ليست مركز الكون. ولذلك، يُعرف هذا العمل العلمي الرائد، الذي يُعرض بسعر 650 ألف جنيه إسترليني، بأنه من المطبوعات التي أسست لعصر علم الفلك الرصدي.
من جانبٍ آخر، سيُعرَض أيضًا أول صورةٍ ملونة لكوكب الأرض من الفضاء، وهي صورة “شروق الأرض” (1968) المملوكة من وكالة ناسا، والتي التقطها رائد الفضاء ويليام أندرس خلال مهمة أبولو 8. وقد أعطيت هذه الصورة الوصف التالي “بقعةٌ ملونةٌ مدهشة تسبح في الفضاء”، وأصبحت حافزاً للحركات البيئية، وما تزال تُعتبر رمزاً بصرياً مهماً يُجسد هشاشة كوكب الأرض والبشرية التي تسكنه. تُعدّ هذه الصورة من النسخ الأصلية المبكرة من صور ناسا، وهي نادرة للغاية، وسيتم طرحها بسعر 47,500 جنيه إسترليني.
وتكتمل مجموعة المعروضات الجديدة برسم ليثوغراف (طباعة حجرية) لمركبة الهبوط القمري “أبولو”، والتي أنتجتها شركة غرومان (عام 1972 تقريبًا)، وتحمل توقيعات أكثر من 300 شخصية محورية في برنامج أبولو، في مقدمتهم جميع الرجال الاثني عشر الذين مشوا على سطح القمر، إلى جانب القادة السياسيين والمهندسين الرواد الذين ساهموا في هذا الإنجاز. تُقدَّر قيمة هذه القطعة النادرة بـ 95,000 جنيه إسترليني، وهي تجسّد روح التعاون التي كانت السبب في بث العبارة الشهيرة “خطوة صغيرة لإنسان، قفزة عملاقة للبشرية” حول العالم.
ويشير بوم هارينغتون، مالك دار بيتر هارينغتون، إلى أن “القطع المعروضة اليوم تجسد افتتان البشرية بالفضاء الذي لم يخفت أبدًا، بل تطوّر وتوسع بمرور الوقت. وبينما نشهد اليوم استعداد بعثاتٍ جديدةٍ للعودة إلى القمر والتوجه نحو المريخ، تزداد أهمية هذه المقتنيات أكثر من أي وقتٍ مضى، باعتبارها تربط الخطوات الأولى للبشرية لفهم الكون وطموحاتنا الحالية للتوسع في استكشاف الفضاء”.
هذا، ومن المقرر أن تُعرض كل هذه المقتنيات النادرة للجمهور للاستكشاف والاقتناء في جناح بيتر هارينغتون رقم A18 خلال معرض فن أبوظبي، الذي يقام في الفترة من 19 إلى 23 نوفمبر 2025، في منارة السعديات.






