أثر صدع البحر الميت في صناعة التنوع الجغرافي والبيئي والسياحي في الأردن

كتب أ.د. محمد الفرجات
يمثل صدع البحر الميت (حفرة الانهدام) واحدًا من أهم العوامل الجيولوجية التي شكّلت الأردن عبر ملايين السنين. فهو ليس مجرد انخفاض شديد في القشرة الأرضية، بل نظام جيوديناميكي ضخم أدّى إلى تغيّر مستمر في:
التضاريس
المناخات
الغطاء النباتي والحيواني
أنماط الاستيطان البشري
أشكال الانتفاع
وبالتالي تنوع المنتجات السياحية والجغرافية في الأردن
وفيما يلي تفصيل شامل للنقاط كما وردت على اللوح:
1. تنوّع الطبوغرافيا (Topography Diversity)
فصدع البحر الميت أحدث هبوطًا يصل إلى أكثر من 1300 متر بين المرتفعات والبحر الميت.
هذا أدى إلى نشوء فرق كبير في الارتفاعات:
الجبال والمرتفعات (900–1700 م) الشراه/عجلون
الأغوار (أخفض نقطة على سطح اليابسة -430 م)
الصحراء الشرقية الواسعة
السهول والواحات
النتيجة:
تشكيل فسيفساء طبوغرافية لا تتوافر في أي دولة بمساحة الأردن.
2. تنوّع أشكال سطح الأرض (Geomorphological Diversity)
الصدع أوجد مجموعة من الظواهر الطبيعية الفريدة:
الحافات الانكسارية الحادة
الجروف الجبلية
الأودية العميقة (وادي الموجب، وادي فينان)
الأخاديد والوديان الانهدامية
الينابيع والعيون الساخنة (ماعين، ذيبان)
الكثبان الرملية في وادي رم
التراكيب الصخرية المنحوتة طبيعيًا
هذه الأشكال جعلت الأردن مختبرًا حيًا لعلم الجيولوجيا والجيومورفولوجيا.
3. تنوّع المناخ (Climate Diversity)
اختلاف الارتفاع الناتج عن الصدع ولّد تنوعًا مناخيًا نادرًا:
مناخ البحر الأبيض المتوسط في الشمال والمرتفعات
مناخ صحراوي في البادية
مناخ حار رطب في الأغوار والبحر الميت
مناخ جبلي بارد في الشراه
الفرق الحراري بين العقبة والطفيلة شتاء قد يتجاوز 20 درجة مئوية في الوقت نفسه.
4. تنوّع البيئة (Environmental Diversity)
هذا التباين المناخي والطبوغرافي خلق أربع بيئات رئيسية:
بيئة متوسطية
بيئة سهوب
بيئة صحراوية
بيئة وادي الانهدام (الأغوار والبحر الميت)
وبالتالي ازدادت البيئات الدقيقة Microhabitats.
5. تنوّع التنوع الحيوي Biodiversity
بسبب الصدع ظهرت بيئات تحضن آلاف الأنواع، ومنها:
نباتات متوسطية وشجرية (الملول، البلوط)
نباتات صحراوية (القيصوم، الشيح)
نباتات وادي الانهدام المدارية (النخيل، الموز)
طيور مهاجرة عبر أخدود البحر الميت–وادي الأردن
ثدييات نادرة (الوعل، الذئب العربي، الوشق)
الصدع جعل الأردن ممرًا عالميًا للهجرة.
6. تنوّع الانتفاعات البشرية (Human Uses Diversity)
تعددت طرق استغلال الإنسان للمكان:
الزراعة في الأغوار
السياحة العلاجية حول البحر الميت
الرعي في البادية
الزراعة المطرية في المرتفعات
التعدين في مناطق الصخر الزيتي والفوسفات
التجارة عبر مسارات التاريخ (طريق الملوك / طريق البخور)
7. تنوّع المجتمعات البشرية والأنماط المعيشية
اختلاف البيئة ولّد اختلافًا في:
المأوى
الغذاء
اللباس
الثقافة وتراكم الموروث
نمط الاستيطان (قرى زراعية، مجتمعات بدوية، واحات)
8. تنوّع المنتج السياحي (Tourism Geography Products)
كل هذا التنوع “تجمّع” في النهاية ليشكّل أغنى سلة منتجات سياحية في المنطقة:
سياحة المسير والمسارات (Trail Tourism) من شمال المملكة لجنوبها
سياحة المغامرات (وادي رم، الهايكنغ، الكانيونينغ)
السياحة البيئية في المحميات
السياحة العلاجية (البحر الميت، ماعين)
سياحة التاريخ والأثر (البتراء، مادبا، جرش)
السياحة الجيولوجية (الموجب، فينان، ضانا)
سياحة الزراعة والريف
السياحة الدينية
سياحة الغوص في العقبة
كل ذلك بسبب حفرة الانهدام التي صنعت تنوع الأردن.
9. العلاقة بين الصدع والمسارات السياحية
المسارات السياحية مثل Jordan Trail وHiking Trails تعتمد أساسًا على:
اختلاف الارتفاع
تنوع البيئات
تنوع أشكال سطح الأرض
تنوع المجتمعات والقصص البشرية
ما يجعل الأردن مثالًا عالميًا لـ multi-tourism geography in one small country.




