تركها تتجمد حتى الموت.. مأساة على قمة أعلى جبل في النمسا تهز الرأي العام

لقيت متسلقة نمساوية مصرعها تجمداً فوق قمة جبل غروسغلوكنر، أعلى قمم النمسا، بعد أن تركها صديقها وحيدة لساعات طويلة في ظروف جوية قاسية، في حادثة صادمة أثارت جدلاً قانونياً وأخلاقياً واسعاً في البلاد.

انطلقت الشابة البالغة 33 عاماً مع صديقها في رحلة تسلق شاقة، لكن التعب والانهاك حالا دون قدرتها على مواصلة الصعود قبل 50 متراً فقط من قمة الجبل. ورغم كون شريكها المتسلق الأكثر خبرة، تركها عند الثانية فجراً وهي في حالة إنهاك شديد وانخفاض حاد في حرارة جسدها، ليبحث عن المساعدة، لكنه تأخر بشكل لافت في طلب النجدة، ما جعل قرار المغادرة أقرب إلى حكم بالإعدام البطيء.

بقيت المتسلقة وحيدة لنحو سبع ساعات وسط رياح عنيفة ودرجات حرارة قاتلة، وتأخرت مروحية الإنقاذ حتى الصباح. وعندما وصل رجال الإنقاذ بعد العاشرة صباحاً، كانت قد فارقت الحياة تجمداً.

التحقيقات كشفت أن الرجل لم يستغل مرور مروحية للشرطة ليلاً فوقهما، ولم يتفاعل مع اتصالات الشرطة الجبلية إلا بعد منتصف الليل، ولم يتواصل رسمياً مع خدمات الإنقاذ إلا عند الثالثة والنصف فجراً، ما اعتبرته النيابة “إهمالاً جسيماً” أدى إلى توجيه تهمة القتل الخطأ الناجم عن الإهمال إليه، وقد يواجه عقوبة تصل إلى ثلاث سنوات سجناً.

وتبدأ محاكمته في فبراير 2026 في قضية تثير تساؤلات حادة حول حدود المسؤولية في رياضات المغامرة، وما إذا كان يمكن تجريم قرارات تُتخذ تحت الضغط في بيئات قاسية. بينما ترى النيابة أن تخليه عنها وتأخره في طلب المساعدة يرقى إلى إهمال جنائي، يؤكد دفاعه أنها مأساة قدرية في ظروف مميتة يصعب توقعها أو التحكم بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى