لغز ملابس ضحايا بومبي يعيد فتح الجدل حول طقس يوم الكارثة

أعادت دراسة علمية حديثة تسليط الضوء على الساعات الأخيرة لمدينة بومبي الرومانية، مشيرة إلى احتمال أن تكون المدينة قد شهدت طقسًا بارداً بشكل غير معتاد عند ثوران جبل فيزوف عام 79 ميلادي، وهو الحدث الذي أدى إلى دفنها تحت طبقات كثيفة من الرماد البركاني وحفظ تفاصيل حياتها اليومية حتى اليوم.
وكشف تحليل جديد شمل 14 قالبًا جبصيًا لضحايا بومبي أن أربعة منهم على الأقل كانوا يرتدون ملابس صوفية لحظة وفاتهم، رغم أن أواخر شهر أغسطس – التاريخ المرجح للثوران – يُعد عادة من أكثر فترات السنة حرارة في جنوب إيطاليا. وقد عُرضت نتائج الدراسة، التي لم تُنشر بعد في مجلة علمية، خلال مؤتمر أثري أُقيم أواخر نوفمبر بالقرب من موقع بومبي.
وأثار هذا الاكتشاف نقاشًا واسعًا بين الباحثين حول تفسيرين رئيسيين؛ الأول يفترض أن الطقس في ذلك اليوم كان بارداً بشكل استثنائي، ما دفع السكان إلى ارتداء الصوف، بينما يرى التفسير الثاني، الذي يحظى بدعم عدد أكبر من العلماء، أن الصوف استُخدم كوسيلة حماية من الأخطار المباشرة للثوران، مثل الرماد الساخن والشظايا المتطايرة، وليس بالضرورة بسبب انخفاض درجات الحرارة.
من جهة أخرى، يوضح خبراء في الحياة اليومية للإمبراطورية الرومانية أن الصوف كان المادة الأكثر شيوعًا في الملابس آنذاك، إذ شكّل نحو 90% من المنسوجات المستخدمة بين مختلف الطبقات الاجتماعية، لما يتمتع به من متانة وقدرته على توفير الدفء حتى عند البلل، إضافة إلى انخفاض تكلفته مقارنة بالكتان الناعم أو الأقمشة الفاخرة مثل الحرير والقطن التي كانت مقتصرة على النخبة.




