هل أصبحت المدافئ قنابل موقوتة في بيوتنا ؟
كتبت: يسرى ابو عنيز
ما بين الإستخدام الخاطئ،وبين حالات الإختناق والحريق ،أصبحت المدافي تشكل خطراً حقيقياً على حياة المواطن بعد أن ازدادت حالات الإختناق والحرائق بسببها حتى أصبحت أشبه بالقنابل الموقوتة في بيوتنا خلال فصل الشتاء.
ورغم التحذيرات المستمرة وشبه اليومية من الجهات ذات العلاقة إلا أن حالات الإختناق التي قد تؤدي إلى الوفاة لا زالت تُسجل خلال فصل الشتاء.
وحالات الإختناق والحرائق لم ولا تنجم عن نوع واحد من المدافئ فقط حتى وإن سُجلت خلال يومين مطلع الشهر الجاري حوالي عشر وفيات نتيجة الاستخدام الخاطئ من نوع من المدافئ ،غير أن هناك الأنواع الأخرى قد تسببت وتتسبب بحالات الاختناق والوفاة.
فهناك عائلات تستخدم مدافئ الحطب لأسباب عديدة ومنها برودة الطقس في المنطقة التي يقطنون بها،وهناك أيضاً عدم قدرة بعض الأسر على دفع أثمان الغاز والكهرباء والكاز لذا يضطرون لإستخدام هذا النوع من المدافئ رغم ارتفاع أسعار الحطب أيضاً ،ولكن الحصول على رخص التحطيب خفف عنهم قليلا،غير أن عدم تهوية المنزل بإستمرار وتركها مشتعلة أثناء النوم يهدد حياة هؤلاء الأشخاص ،ومن هنا وجب عليهم الحذر في حال استخدامها.
ولا يقتصر الأمر على هذا النوع من المدافئ فقد يكون الإستخدام الخاطئ لمدافئ الغاز والكاز والكهرباء خطراً كبيراً على حياة الإنسان،فقد يحدث تماس كهربائي لا سمح الله ،أو تسرب الغاز ،أو انبعاث الدخان الذي يؤدي أحياناً إلى الإختناق أو الحريق كما حدث أكثر من مرة فكانت النتيجة أن قضت هذه المدافئ على عائلات بأكملها.
ومنذ بداية فصل الشتاء الحالي توفي 10 أشخاص نتيجة لإستنشاقهم غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن إستخدام نوع معين من المدافئ مما دفع الجهات المختصة بمنع استخدامها ،إضافة لتكثيف حملات التوعية بمخاطر هذا النوع من المدافئ.
ووفقاً لإحصائيات الدفاع المدني فقد شهد الموسم 2022/2023 حوالي 577 حادث يتعلق بوسائل التدفئة نتج عنها 12 وفاة و472 حالة اختناق بسبب الاختناق والحرائق.
بينما شهد الموسم 2023/2024 حوالي 292 حادث نتج عنه 15 وفاة و282 إصابة،حيث بينت التقارير بأن معظم حوادث المدافئ ناتجة عن ترك المدافئ مشتعلة أثناء النوم.
من هنا فإن المطلوب في ظل هذا الوضع زيادة الوعي لدى المواطن ،والالتزام بتعليمات وتحذيرات الدفاع المدني ،وتهوية المنازل ،وتفقد المدافئ حفاظاً على السلامة العامة.





