غلاء خانق يضرب أسواق غزة وسط حصار خانق واختفاء للسلع الأساسية

تشهد أسواق قطاع غزة أزمة خانقة في توفر السلع الأساسية وارتفاعًا جنونيًا في الأسعار، في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل ومنع إدخال المساعدات الإنسانية. وأدى اختفاء كثير من المواد الغذائية والمنتجات الزراعية إلى انفجار الأسعار بشكل غير مسبوق، وسط غياب واضح للرقابة، بعد استهداف قوات الاحتلال للطواقم الميدانية العاملة في ضبط الأسواق.

 

اقرأ أيضا:  رسائل من الأسر: القسام تنشر مشاهد جديدة لأسرى إسرائيليين يتحدثون عن معاناة رفاقهم

 

المختص الاقتصادي رامي الزايغ أشار إلى أن الوضع الاقتصادي في القطاع وصل إلى مرحلة حرجة، حيث انتشرت السوق السوداء وتحكم عدد محدود من التجار بكميات وأسعار البضائع دون أي وازع أخلاقي، ما زاد من معاناة السكان الذين يعيشون ظروفًا إنسانية بالغة الصعوبة. وأوضح أن غياب الرقابة جعل الأسعار تتفاوت من مكان لآخر، في ظل هيمنة قوى العرض والطلب على السوق دون تدخل فعّال.

وشهدت أسعار المواد الأساسية زيادات غير مسبوقة، حيث ارتفعت أسعار الخضروات المجففة بنسبة 876%، والسكر بنسبة 534%، والبيض بنسبة 432%، بينما قفزت أسعار البنزين بنسبة 1032%، والتبغ بنسبة 2760%. كما طالت الزيادات قطاعات أخرى كالمواصلات والطاقة، ما ضاعف من الأعباء على السكان وأدى إلى تراجع القدرة الشرائية بنسبة وصلت إلى 70% خلال عام 2024 مقارنة بالعام السابق.

وخلال فترات وقف إطلاق النار، سجّلت الأسواق انخفاضًا مؤقتًا في الأسعار بسبب فتح المعابر وزيادة المعروض من المساعدات، إلا أن هذا التحسن لم يدم طويلًا. وبحسب الزايغ، فإن معظم السلع المتوفرة في الأسواق حاليًا مصدرها المساعدات الإنسانية، حيث تمنع سلطات الاحتلال دخول البضائع بشكل طبيعي، وتتحول بعض هذه المساعدات إلى سلع تُباع في السوق رغم أنها مخصصة للدعم الإغاثي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى