رافقها أداء إنشادي من الموروث الأردني قصائد في تاريخ الإمارات والحنين إلى الوطن وقيم الشهادة والتضحية والوطنية في الأمسية السادسة من برنامج “شاعر المليون”

 انطلقت مساء أمس الثلاثاء، فعاليات الأمسية السادسة من برنامج “شاعر المليون” في موسمه التاسع، وذلك بحضور السيد عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وسعادة جمعة عبد الله العبادي، سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى الدولة، وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج، وقد تم بثُّ الأمسية في الساعة العاشرة مساءً على قناتي بينونة والإمارات.

 

أبوظبي ترتدي حلل الشعر وفساتين النور

ومع إطلالة مقدمي البرنامج الإعلاميين أسمهان النقبي وحسين العامري، كان انطلاق مجريات الحلقة المباشرة السادسة، من محطة حب وإطراء على عاصمة الشعر والثقافة أبوظبي، مع أبيات الشاعر عارف عمر في مديح جمالها ومكانتها:

“بنت البحر وانفاسها تنثر عطور              جاها السحاب اليوم يطلب يديها

فستانها من نور..والتاج من نور                    طرحة بروق..وبوظبي ترتديها”

ثم كان استعراض مقتطفات من الحلقة السابقة، وكواليس اللقاءات مع المتسابقين قبل وبعد صعودهم المسرح وإلقائهم قصائدهم، أمام لجنة تحكيم البرنامج التي تكللت آراء وانطباعات أعضائها في الحلقة الماضية من البرنامج بنتيجة تأهل كلٍّ من: أحمد بن عايد البلوي من السعودية بنتيجة 48/50، ومحمد الشريقي من سوريا بنتيجة 46/50. فيما جاءت نتائج بقية الشعراء الذين خضعوا لتصويت الجمهور من خلال موقع وتطبيق شاعر المليون طوال الأسبوع الماضي، لتسفر عن تأهل أحمد بن جدعان العازمي من الكويت بنتيجة 77%، بينما جاءت نتائج الشعراء الثلاثة غير المتأهلين كالتالي: مطلق الجبعاء الدويش من السعودية بنتيجة 60%، ومحمد بن نجر الذيابي من السعودية بنتيجة 44%، ومحمد بشير العنزي من البحرين بنتيجة 42%.

 

قصائد في مكانة الدرعية وبطولات عاصفة الحزم

وشهدت الحلقة السادسة من برنامج شاعر المليون الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار استراتيجيتها الثقافية الهادفة لصون التراث وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي، مشاركة 6 شعراء من 3 دول عربية، إضافة إلى شاعر عربي من أستراليا، وهم زايد عايض الرويس وحمود خلف القحطاني وتركي الحويدر السهلي من السعودية، وفهد القرين البدري من أستراليا، وسعيد جار الله المنصوري من الإمارات، وعبد العزيز العبلان الديحاني من الكويت، والذين تنافسوا في تقديم روائعهم الشعرية أمام أعضاء لجنة التحكيم، المؤلفة من: الأستاذ الباحث والروائي سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي، والدكتور غسان الحسن، والشاعر حمد السعيد.

كانت الإطلالة الأولى للمتسابق تركي الحويدر السهلي من السعودية في قصيدة الانتماء إلى الدرعية وحبها، ورمزية دورها التاريخي في بناء وتوحيد المملكة العربية السعودية من عهد المغفور له عبد العزيز آل سعود، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والتي أجمع أعضاء اللجنة على إبداع الشاعر في التماسك الموضوعي والتسلسل، بلغة شعرية تعكس هوية الشاعر وهوية الوطن بأمكنته وشخوصه، بلغة شعرية رشيقة وتعابير جميلة تستثير الخيال وترسخ مكانة الدرعية ودورها في الانتماء الوطني والقومي والشعور الديني. 

وجاء المتسابق الثاني، حمود خلف القحطاني الذي خصص قصيدته لتوثيق بطولات عاصفة الحزم، ومواقف الرجولة والانتماء الوطني والعروبي الأصيل من أعداء الأمة والوطن، والتي لاقت استحساناً من قبل أعضاء لجنة التحكيم الذين أشادوا بتميز اللغة الشعرية للنص، وجمالياته ورمزيته والبناء المتفرد بفكرته، وانتقاله السلس للدخول في الموضوع، والإشارات المهمة لموقف المملكة ودولة الإمارات إلى جانب اليمن الشقيق، آخذين على الشاعر تأخير استخدام المفاتيح الدلالية إلى البيت العاشر، حيث اعتبر الدكتور غسان الحسن أن النص شعري بمعنى الكلمة بتصوير عالٍ وأسلوب بعيد عن العلمي النثري، ورمزية جزئية فيها إضاءات توحي بمعنى القصيدة وموضوعها.

 

دراما وصفية ومنبرية في وصف عروس الشهيد ومسيرة التمكين

وقبل قصيدة المتسابق الثالث زايد عايض الرويس من السعودية، وجّه الشاعر تحية تعزية ورثاء لوالدة زميلته المتسابقة الإماراتية حمدة المر، أتبعها بأبياته في تصوير احتياج المتسابق أكان شاعراً أم شاعرةً، إلى نظرة الحنان وموقف الاهتمام من والديه وخاصةً من الأم التي من مأمول الشاعر أن ينتظر خلف شاشة التلفاز، بينما تأبى حكمة القدر إلا أن تناظره من أعلى السماء. تلاها ملقياً قصيدته، حيث أثنت اللجنة على موضوعها المتصل بمشاعر عروس الشهيد الذي تركها ليلبي نداء الوطن، عند الحد الجنوبي للمملكة في مواجهة عدوان الحوثة، فقد أشادت اللجنة بالموضوع وإسهامه في ترسيخ قيم الشهادة والتضحية والوطنية بأسلوب شعري منمّق ومبدع، في سياق دراما وصفية تحكي مشاعر التقدير لعروس شهيد الوطن، والاعتزاز بتضحيات الأبطال البواسل، حيث رأى الأستاذ سلطان العميمي أن الموضوع ليس سهلاً، وقد نجح الشاعر في بناء نصه بشكل مميز وتصوير فارق وبناء متقن، يضمن الحضور غير المباشر لعناصر مؤثرة في القصيدة كالوطن والزوج والشاعر. 

أما المتسابق الرابع سعيد جار الله المنصوري من الإمارات فقد ألقى قصيدة في مسيرة بناء ونماء دولة الإمارات العربية المتحدة منذ حكم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد الأول وصولاً إلى حكم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراهما، مفاخراً بالانتماء إلى عيال زايد، ومشيداً بمسيرة التمكين بعد التأسيس طوال خمسين عاماً، وبمكانة الإمارات كقبلة للعالم، وبلاد للعدل والفزعة وفعل الخير، وصرحاً للتسامح والأمل والعمل. وقد قوبلت قصيدته بحماسة جمهور مسرح شاطئ الراحة وإعجاب أعضاء لجنة التحكيم التي أشادت بالإلقاء المنبري الحماسي للشاعر، والمعاني الوطنية الجميلة الواصلة عبر السرد التاريخي الموفق لكل مرحلة برموزها وشخوصها، وصولاً إلى مسبار الأمل والاحتفال بالاستعداد للخمسين، حيث أكّد الاستاذ حمد السعيد على أهمية النص الوطني في ترجمة المشاعر الوطنية، ومنظومة الولاء والانتماء قائلاً: “الشاعر هنا هو خير من يمثل الشعر الإماراتي في هذا الموسم”.

 

فلكلور أردني وعزف الشعر على إيقاعات التسامح

حفلت الأمسية السادسة من أمسيات برنامج “شاعر المليون”، بالأداء الإنشادي الطربي الأصيل من الموروث الشعبي الأردني، في فن السامر والدحية الذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في قائمة تراثها الثقافي المعنوي، وقد عبر الطقس الفلكلوري الأردني عن مدى التقارب الثقافي الذي يجمع الأردن والإمارات، من خلال كلمات ملحنة من الشعر النبطي.

كما تميزت الأمسية بقصائد التسامح ومكانة الإمارات كمنصة حاضنة لحوار الثقافات والتلاقي الإنساني، ومنارة للانفتاح على الآخر، رددها الشعراء الستة خلال دخولهم إلى مسرح شاطئ الراحة قبل إلقائهم القصائد المشاركة في المسابقة.

 

دقة في التعبير والتصوير وحنين جارف إلى الأوطان

ألقى المتسابق الخامس، عبد العزيز العبلان الديحاني من الكويت، قصيدة معاناة الشاعر وعذابه في الهجر والفراق والحيرة والشك، معانياً انهيار الذكريات وتلاشيها في الذاكرة، والتي اعتبر أعضاء لجنة التحكيم أنها تحفل بمفردات الظمأ، وتسرد رحلة ألم في قصيدة عاطفية جزلة مبنية بصورة واعية، وبتصاوير مميزة ومتناسقة مع جو القصيدة التي كُتبت بحبكة متقنة، وحرفة شاعر ودقة عالية في التصوير والتعبير والتناص. بينما ألقى المتسابق السادس فهد القرين البدري من أستراليا، قصيدةً معبّرة في إحساس المغتربين بالحنين الجارف إلى الأوطان، ومشاعر الشعراء تجاه أحبتهم الذين فارقوهم لظروف قاهرة، مردداً “بلاد العرب أوطاني”، القصيدة التي أشاد أعضاء لجنة التحكيم بها، مشيرين إلى الحضور الجميل للشاعر ونصه المليء بإحساس الغربة الطاغي، والشعور القومي والوطني الشفيف رغم ألم الغربة وعذاباتها، في نص يصوّر المعاناة التي كابدها الشاعر قبل الرحيل إلى الخارج، والمعاناة التي لا تقل ألماً عن دوافع النزوح، ويعكس المشاعر الصادقة لصاحبها والتي لامست مشاعرنا، حيث رأى الأستاذ سلطان العميمي أنّ القصيدة جميلة تنطق بلسان المغترب الذي يشده الحنين إلى الوطن، فهي قصيدة ذاكرة وحنين بامتياز، ذاكرة صوت ورائحة  ومشاعر متدفقة وأغنية وحلم وواقع.

 

تقارب في النتائج وتأهل متسابقين اثنين من السعودية

وفي ختام الأمسية كان الإعلان عن نتائج تصويت جمهور مسرح شاطئ الراحة وقرار لجنة التحكيم، حيث توزعت نتائج تصويت جمهور المسرح كالتالي: سعيد جار الله المنصوري بنسبة 53%، وعبد العزيز العبلان الديحاني وفهد القرين البدري بنسبة 12%، وحمود خلف القحطاني وزايد عايض الرويس بنسبة 8%، وتركي الحويدر السهلي بنسبة 7%، بينما تأهل بنتيجة قرار لجنة التحكيم كل من زايد عايض الرويس بنتيجة 48/50، وحمود خلف القحطاني بنتيجة 47/50. فيما جاءت نتائج بقية الشعراء الذين يخضعون لتصويت الجمهور من خلال موقع وتطبيق شاعر المليون طوال أسبوع كامل كالتالي: تركي الحويدر السهلي بنتيجة 46/50، وعبد العزيز العبلان الديحاني بنتيجة 45/50، وسعيد جار الله المنصوري وفهد القرين البدري بنتيجة 44/50.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى