تصاعد الخلاف بين ترمب وإيلون ماسك يهدد بعواقب سياسية واقتصادية وخيمة

في تطور لافت قد يلقي بظلاله على الساحة السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة، اندلع خلاف علني بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك، مما أدى إلى انهيار تحالف غير مستقر بين اثنين من أكثر الشخصيات نفوذاً في البلاد. وتخشى أوساط سياسية من أن يفتح هذا الصراع الباب أمام مواجهات قد تؤثر في مجريات الانتخابات المقبلة، فضلاً عن مستقبل التعاون بين الحكومة وشركات التكنولوجيا الكبرى.

صحيفة نيويورك تايمز رصدت الطرق التي يمكن أن يستخدمها الطرفان للإضرار ببعضهما. فمن جانب ماسك، يملك الرجل أوراق ضغط قوية، أبرزها إمكان وقف تمويل الحملات الجمهورية، أو إطلاق حملات مضادة بدعم مالي ضخم، إضافة إلى توظيف منصة “إكس” لإثارة الجدل السياسي، وهو ما بدأ فعلاً عبر نشره استطلاعاً يدعو لتأسيس حزب جديد. ولم يتوقف عند هذا الحد، بل لمح إلى امتلاكه معلومات محرجة حول علاقة ترمب برجل الأعمال الراحل جيفري إبستين.

في المقابل، لم يتردد ترمب في الرد، مهدداً بإنهاء العقود الحكومية مع شركات ماسك، كـ”سبيس إكس” و”تسلا”، التي حصلت العام الماضي وحده على تمويل يقدر بثلاثة مليارات دولار. كما صعّد حلفاؤه الهجوم، مطالبين بالتحقيق في وضع ماسك القانوني كمهاجر، بل وصل الأمر إلى المطالبة بإلغاء تصريحه الأمني الذي يسمح له بالاطلاع على معلومات حساسة تتعلق بالأمن القومي.

ويرى مراقبون أن استمرار هذا الخلاف أو تصعيده قد يتسبب في اضطرابات كبيرة داخل الحزب الجمهوري، ويهدد بزعزعة علاقات واشنطن مع شركات تكنولوجية استراتيجية، في وقت تمر فيه البلاد بفترة حرجة على المستويين الداخلي والدولي. وبينما يُنتظر ما إذا كان أي طرف سيتراجع، تبقى المخاطر حاضرة ومفتوحة على جميع الاحتمالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى