يسرا ابوعنيز تكتب: ماذا حل بنا؟
يسرا ابوعنيز -ماذا حل بنا في هذه الأيام العصيبة؟ وماذا جرى للمواطن الأردني، حتى أصبح يقدم على جريمة القتل دون أن يرف له جفن، او أن يراعي صلة القرابة، حتى بات بعضهم يقتل أعز المقربين منه؟ وما هي مبررات جرائم القتل تلك والتي باتت تقع يوما بعد الأخر؟ .
فقبل عدة أيام، أقدم شاب على اطلاق العيارات النارية على عائلته في محافظة معان جنوب المملكة، ليصيب شقيقتيه، ويقتل والدته،فكيف فعل هذه الجريمة البشعة، التي تدمي القلوب،وكيف طاوعه قلبه ويداه على هذا العمل؟.
وفي لواء عين الباشا في محافظة البلقاء وسط المملكة، أقدم أب على ضرب ابنته الأربعينية بأداة راضة حتى أرداها قتيلة، وكأن القتل أصبح من الأمور البسيطة، والسهلة، والحل الوحيد لكل المشكلات التي تواجهنا.
وبعيدا عن الظروف، والأسباب التي أدت لوقوع هذه الجريمة البشعة،ودفعت بمرتكبيها للإقدام على تنفيذها، وتنفيذ غيرها من الجرائم في المجتمع الأردني،سؤالنا لهم عند ارتكاب هذا الأمر، هل انتهت مشاكلهم، وهل تم حلها فعلا،ام وضعوا أنفسهم في مأزق بعد قتل هؤلاء؟.
ماذا حل بنا هذه الأيام، جريمة قتل هنا، ومحاولة انتحار هناك، حوادث غرق، وحرائق في اكثر من موقع، والعثور على جثة في مكان آخر، ووفيات مفاجئة، والاعلان عن مفقود في جهة أخرى، اذا نحن لسنا بخير.
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فهناك حوادث السير المميته، وبعضها يترك ضحايا يتمنون الموت يوميا ولا يجدونه من شدة الألم، بعد أن فعلت ما فعلته الحوادث بهم، وكذلك فهناك من يضرم النيران في اسواق تجارية، كما هو الحال بالنسبة لاضرام النيران في أسواق تجارية في احدى مناطق العاصمة عمان، رغم أن هذه السلوكيات دخيلة على مجتمعنا الأردني.
ماذا حل بنا؟ لنرى بعض الأشخاص يرتكب الخطأ أمام أعيننا دون أن يرف لنا جفن، او نتدخل لمنعه، ونرى أيضا بعض الأشخاص يعتدون على الغريب في ديارنا، وبلادنا ولا نتدخل وندافع عنه،ونرى الابن يعتدي على أبيه، او الأب يعتدي على ابنته، او ابنه فلا نتدخل ونحميه حتى ولو وصلت الأمور لمرحلة القتل.
كل هذه الأمور تقع، ونحن نلعب دور المتفرج ودون أن نحرك ساكنا، فإذا نحن لسنا على ما يرام، ولسنا بخير، بل هناك خلل معين في مجتمعنا، الذي لم يكن كذلك، ولم يعتاد على هذه التصرفات.
من هنا، فنحن جميعا مطالبون بإعادة حساباتنا،وذلك قبل أن تفلت الأمور اكثر من ذلك، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، قبل أن تنتشر الجريمة، والمشكلات الإجتماعية، وتخرج الأمور عن الطريق الصحيح، حتى وإن كنا نعاني ما نعاني من المشكلات الإجتماعية، والإقتصادية والتي بدأت تلقى بظلالها على الأسرة الاردنية.