هناك فرق شاسع بين النقد البناء الخالي من التجريح والمصالح السياسيه وبين المعارضه التي تسعى لتولي زمام المسؤوليه.

المهندس سعيد شرار المفوض التجاري الدنماركي ؛ يكتب .

ارجو ان تكون زلة لسان غير مقصوده تجاه المغتربون الاوفياء لتراب الوطن وقيادته بالولاء والانتماء.
فقد اخطأت الناطق الرسمي صباح اليوم بوصف المغتربين الاردنيين بالمعارضة وكذلك تمادت بوصفهم مخربون، ولعل جهلها السياسي خان تعبيرها بأن هناك فرق كبير بين المعارضه والنقد البناء الخالي من التجريح .

فهناك النقد الهادف والبناء والذي يراد منه تحسين أداء الحكومه واعطاءها دافع للتقدم للامام دون تجريح او تقليل من شأنها.
وهذا من حق كل مواطن اردني حكمت عليه ظروف المعيشه الصعبه ليتغرب ويبتعد عن اهله وعشيرته ووطنه.
فالوطن هو نقطة ضعف كل مغترب و نقطة قوته في الوقت ذاته لأن

الحنين يذيب شمعات عمره و الأنين يخطف فرحة قلبه ولا يوجد سوى الوطن ليعيده للحياة كلما فقد نبضة قلبه .
كل مغترب ترك روحه قبل السفر تجول في ربوع الوطن بين الحارات الشعبية القديمة وجدران المنازل ولملم ذكرياته وحملها في حقيبته ورحل بجسده عن وطن ما يزال يعيش فيه

مغتربون عن الوطن لكنهم يحملون الوطن بين الضلوع، يقتلهم الأنين وتذوب ثلوج قلوبهم على حدود وطن الياسمين.
لا تحكموا على المغترب من نظرة خارجية و لا تخنقوه و تزيدون من جروحه بل احضنوا ألمه و احضنوا الأيام القادمة معه. فالمظاهر هي مجرد غلاف خارجي. أما الباطن فهو المعدن الثمين و الإنسان بمعدنه وليس بمظهره وتعمقوا بشخصية الإنسان وليس بشكله عندما تصدروا أحكامكم، فربما تجدون فيه نسخة من ماضيكم يعيش بحاضركم و لكن بفكر راقٍ متحضر يمد يده لكم بالحب وليس بالمال. فالمال يزول والحب يبقى ويصنع المعجزات و نحن بأمس الحاجة لمعجزة تنقذنا من الغرق في ( الأنا ) و تنشلنا بال ( نحن )..

اشبكوا الأيادي يا أبناء الوطن الواحد مع كل مغترب فمعكم و بكم يكون غداً أجمل و نصرأ أكبر نبني معاً وطن يتجدد بفكر متحضر يحافظ على عراقة الماضي بجذوره المتأصلة فينا و المغترب مهما طالت غربته فحبال الحنين ستشده لوطنه الأم كي يعود إليه حتى و لو بعد مرور سنين. فكل مغترب منا مصيره أن يعود لوطنه الأم إما ليحيا تحت سمائه أو ليدفن بترابه الحنون الذي سيحضن ما بقي منه في بلاد المهجر.

 

المفوض التجاري الدنماركي سعيد شرار ،
بكالوريوس من جامعة بيروت العربيه وماجستير من جامعة اورهوس الدنماركيه في العلاقات العامه

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى