الغاز الطبيعي قد يكون محورياً في التوجه نحو طاقة تساهم في اقتصاد قليل الانبعاثات الكربونية

وجد واضعو السياسات من حول العالم حلاً مؤكداً للحد من الانبعاثات الكربونية عن طريق استبدال الفحم والنفط بالغاز الطبيعي في عملية توليد الكهرباء، هذا ما جاء في كلمة ألقاها الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال مجيد جعفر أمام جمهور من وزراء الطاقة وقادة القطاع في أبوظبي هذا الصباح.

وأضاف السيد جعفر أنه ومع تزايد الطلب العالمي على الطاقة، برز الغاز الطبيعي باعتباره الخيار الأمثل لتشغيل عمليات توليد الطاقة في القرن الحادي والعشرين لكونه عنصراً محورياً من مزيج الطاقة الأكثر استدامة إلى جانب موارد الطاقة المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية.

واستطرد قائلاً: “باستبدال الفحم والنفط بالغاز الطبيعي في عمليات توليد طاقة الحمل الأساسي، من الممكن أن نحدّ بسرعة من الانبعاثات وبالمستوى المطلوب، مما قد يؤدي إلى تغيرات جذرية بالبصمة الكربونية على مستوى العالم. وتشير التقديرات إلى أن الاستخدام المتزايد للغاز الطبيعي قد ساهم في تلافي أكثر من ملياري طن متري من ثاني أكسيد الكربون في الفترة ما بين 2005 و 2016، وسنشهد المزيد من هذه الآثار الإيجابية مع توسع نطاق توظيف الغاز الطبيعي في عمليات توليد الطاقة في المناطق النامية مثل آسيا.”

جاءت هذه التصريحات التي أدلى بها السيد جعفر، الرئيس التنفيذي لأقدم شركة خاصة تعمل في قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط وعضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة دانة غاز ونائب رئيس مجلس مجموعة شركات الهلال، في إطار منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي 2019 الذي انطلقت أعماله في أبوظبي يوم السبت.

وتحدث السيد جعفر ضمن لجنة نقاش بعنوان “وضع أجندة الطاقة لعام 2019” إلى جانب معالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة الإماراتي، وليزا دايفيس، عضو المجلس المنتدب والرئيسة التنفيذية للطاقة في سيمنز آي جي، حيث استطلع المتحدثون مستقبل الطاقة ومنظمة الأوبيك وتناولوا آخر التطورات والتطلعات المستقبلية في القطاع على مستوى العالم.

“تحتضن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما يقارب نصف احتياطات العالم المؤكدة من الغاز الطبيعي، إلا أنها لا تزال تغطي السدس فقط من الإنتاج العالمي، ولعل في ذلك فرصة هامة للتقدم. وتستطلع جميع الحكومات في المنطقة وفي آسيا تقريباً إمكانيات تعزيز إمدادات الغاز لديها وبالأخص لدواعي الاستهلاك المحلي، حيث أصبح الغاز الطبيعي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتوليد الكهرباء وتشغيل الصناعات في الاقتصادات ذات التعداد السكاني المتنامي واحتياجات الطاقة المتزايدة.”

وقد تبنت الحكومات التي تنتهج في توجهاتها رؤية مستقبلية طويلة الأمد هذا التحول من النفط أوالفحم إلى الغاز الطبيعي واعتبرته فرصة للتقدم والتغيير. وأشار السيد جعفر في حديثه إلى استراتيجية الطاقة التي أصدرتها الإمارات العربية المتحدة التي تسعى إلى توظيف الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة لتلبية 40 بالمئة تقريباً من كلٍّ من متطلبات الطاقة فيها بحلول 2050.

سيواصل واضعو السياسات حول العالم سعيهم لتقليل مستويات ثاني أكسيد الكربون، بل وحتى عكسها. وإن كان الهدف تحقيق الاستدامة بكل ما للكلمة من معنى، سيتحتم إذن على حلول الطاقة أن تكون ميسورة التكلفة وموثوقة وقابلة للتنمية والتطوير وأن تقلل بنفس الوقت من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم، كما على شركات النفط والغاز أن تتولى بكل ثقة دفة القيادة نحو هذا التغيير وأن تضطلع بدور محوري في سياق هذه المناظرة.

وفي هذا السياق، قال السيد جعفر: “في عالم سريع التغير، يجب ألا يُنظر لهذا التوجه على أنه تهديد أو عقبة، بل هو فرصة واعدة يعتمد عليها مستقبل القطاع بل ومستقبل إمدادات الطاقة المستدامة في العالم أجمع.”

يركز منتدى الطاقة العالمي لعام 2019 الذي يقام يومي 12 و13 يناير على أربعة محاور رئيسية هي: مستقبل النفط، ورقمنة الطاقة، والتنويع في شركات ودول الطاقة، والتركيز الإقليمي على الطلب والابتكار في مجال الطاقة في شرق وجنوب شرق آسيا. ويُعقد هذا المنتدى بشراكة بين وزارة الطاقة والصناعة في الإمارات العربية المتحدة، وشركة النفط الوطنية أبوظبي (أدنوك)، وشركة مبادلة للاستثمار، وشركة نفط الهلال بصفتها الرئيس الشريك البلاتيني للمنتدى، كما ينضوي المنتدى ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى