استعدادات مسبقة

يسرا ابوعنيز – يبدو أن ما حدث العام الماضي، وخلال الموسم المطري الماضي ايضاً،وبخاصة الخسائر البشرية الناجمة عن هطول الأمطار في الاردن، بالإضافة إلى الخسائر المادية، كان درسا واضحا، ولا يمكن نسيانه، ولا حتى تجاهله بالنسبة للجهات المختصة ذات العلاقة في المملكة.

لذا، نجد أن الاستعدادات بدأت لهذا العام،وهذا الموسم مبكراً،وذلك لإستقبال فصل الشتاء، حيث اعلنت العديد من الجهات المختصة الرسمية، خططها لهذا الفصل، لتجنب تكرار تلك الحوادث المؤسفة التي وقعت في السابق، خاصة أن الخسائر البشرية لم تكن بسيطة، بل انها كانت مفجعه، وموجعة في الوقت نفسه.

ولقد فقد الوطن، خلال فصل الشتاء الماضي العشرات من المواطنين، وهذا الأمر ما تزال اثاره محفورة في اذهان الأردنيين، الذين افجعهم هذا الأمر، حيث أن غالبية الضحايا كانوا من الأطفال، والشباب، وبخاصة في حادثة فيضانات البحر الميت، ومن بعدهم ضحايا وادي الهيدان، ثم الحفر الامتصاصية في العاصمة عمان خلال الموسم المطري الماضي.

ولم يتوقف الأمر على الضحايا البشرية فحسب، بل إن الأمطار اغرقت ايضاً بضائع المحلات التجارية،الواقعة وسط البلد بالعاصمة عمان، مما الحق الضرر بالتجار، وبضائعهم التي اتلفتها مياه الأمطار، الامر الذي جعل الحكومة تقوم بتعويضهم عن تلك الخسائر المادية الفادحة التي لحقت بهم.

الجهات الحكومية المعنية، ومن ضمن استعداداتها للموسم المطري، ولفصل الشتاء المقبل، قامت ايضاً بارشاد المواطنين بضرورة الحذر من الأمطار، وأخذ الاحتياطات اللازمة لعدم تكرار ما حدث خلال الموسم الماضي، ولتجنب وقوع الخسائر المادية، والبشرية.

المواطن، وكما هو الحال بالنسبة للمسؤول تقع على عاتقه مسؤولية كبرى،وذلك لعدم تكرار مثل هذه الكوارث من خلال التقيد بالتعليمات، والارشادات، والتحذيرات التي تصدرها مديرية الدفاع المدني، والأرصاد الجوية، للتخفيف من الحوادث التي قد تقع، وعدم الخروج في حالات الطوارئ الا للضرورة القصوى.

نتمنى أن يكون هذا الموسم المطري، وفصل الشتاء خالية من الكوارث، وان تكون الاستعدادات المعلنة لاستقبال هذا الفصل بحجم الحدث، والا تكون مجرد حبر على ورق، يمحوه اول منخفض جوي، ويكشف عيوب الاستعدادات اول كتلة ثلج، او منخفض جوي قطبي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى