ابغض الحلال

يسرا ابوعنيز – نحو 25 الف حالة طلاق، تلك التي وقعت خلال العام الماضي 2018، غير أن الملفت للنظر، ويجذب الانتباه ايضاً، أن نصف المطلقات هن ممن تقل اعمارهن عن الخامسة والعشرين، اي ان نحو 12 الف و500 سيدة من المطلقات دون سن الثلاثين، وانهن تطلقن وهن في سن مبكرة.

هذه الأرقام، والتي اعلنتها اكثر من جهة مهتمة بهذا الموضوع، تدق ناقوس الخطر،حيث انها مرتفعة نسبيا في مجتمع كالمجتمع الأردني، يصل عدد سكانه حسب اخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة الى عشرة ملايين نسمة.

كما أن الاحصائية، والتي تقول أن نصف المطلقات في الأردن هن دون سن الخامسة والعشرين، امر خطير جدا ايضاً، وذلك لكونهن لا زلن في سن الشباب، ومن المؤكد أن يكون لدى الكثير منهن اطفالا صغار، كما ان معظمهم من اللواتي تزوجن في سن مبكرة، ودون اكمال تعليمهن الجامعي، وبعضهن لم تصل لمرحلة الثانوية العامة.

ومثل هذه الأمور،كثيرا ما تخلق العديد من المشكلات الإجتماعية في المجتمع الأردني، كبقية المجتمعات التي تحيط بنا، ومن المؤكد أن الطلاق المبكر نتيجة طبيعية ايضاً للزواج المبكر، كما أن الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن الاردني القت، وستلقي بظلالها على الأسرة الاردنية، ومن هنا سيكون الطلاق نتيجة طبيعية لهذه الظروف لدى الكثير من الأزواج.

ولعل مثل هذه الظاهرة الإجتماعية الخطيرة، قد ينجم عنها الكثير من المشكلات الإجتماعية الاخرى ، بالإضافة للتفككك الاسري، والتسرب من المدارس، والتسول، وقد يلجأ الأطفال، او الشباب في مثل هذه الأسر لتعاطي المخدرات، او الكحول، كنتيجة طبيعية لانفصال الوالدين، وضياع الابناء خاصة ممن هم في سن المراهقة.

اما الفتيات في هذه الأسر، فهن الأكثر تضررا في هذه الحالة، حيث تتكرر حالات الزواج المبكر بالنسبة لهن، لنجد ان هذه الأسر لم تتعلم من الاخطاء السابقة، لنجد ان معظم من تزوجن مبكرا، يتطلقن مبكرا ايضاً لتصبح بذلك الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية سيئة اكثر من قبل.

خاصة بعد ان تم تخفيض سن الزواج للفتيات، في بعض الحالات في المملكة ، الى 15 عاما، وبعد أن اصبح سن الزواج الرسمي هو لمن بلغن عمر18 عاما،لنجد ان الكثير من اولياء الأمور يقدمون على تزويج بناتهم في سن مبكرة، حتى ان بعضهن ليس لديهن اي احساس بالمسؤولية تجاه أي شيء، الأمر الذي يؤدي حتما لوقوع المشكلات بين الزوجين وبالتالي وقوع الطلاق.

ومؤخرا قامت الحكومة الأردنية، وكنتيجة طبيعية لارتفاع نسب الطلاق، بالاضافه للفحص الطبي قبل الزواج، بعقد دورات توعية، وتأهيل للمقبلين على الزواج للحد من نسب الطلاق المرتفعة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى