الشيء بالشيء يذكر

يسرا ابوعنيز – بما اننا نستقبل الموسم المطري الجديد، بعد هطول الأمطار منذ بداية شهر تشرين الأول الجاري، ولعل اخرها تلك الأمطار التي تساقطت قبل عدة أيام، لتغسل الشجر والحجر، وكأنها جاءت من السماء لتغسل ما علق باشجار الزيتون من غبار واتربة، ولتكون رحمة للمزارعين من الغبار المتراكم على الأشجار.

وبما اننا نستعد لاستقبال موسم الخير، الموسم المطري، وبما أن ازمه المياة تتكرر في الأردن، مع بداية كل فصل صيف من كل عام، لكون الأردن، من افقر عشر دول في العالم مائيا، فإن المواطن الأردني مطالب باستغلال الموسم المطري في كل عام.

وقد يسأل بعضنا وبخاصة من المزارعين ، كيف يمكننا أن نستغل هذا الموسم؟ حيث يستطيع المواطن وبخاصة في المناطق التي تعاني شحا في مصادر المياة، وذات هطول مطري جيد،الحصول على المياة على مدار العام، من خلال حفر الآبار لتجميع مياه الأمطار، واستخدامها في كافة المجالات، وايضاً للشرب، والري.

وهذا الأمر، من شأنه أن يوفر المياه للجميع، ويحد من ازمة المياه الخانقة في فصل الصيف، وعدم لجوء بعض المواطنين لشراء تنكات المياة باسعار مرتفعة خلال فصل الصيف، اذا ما علمنا أن مياهنا من انظف المياه في العالم، وذلك بحسب المسؤولين في سلطة المياة، التابعة لوزارة المياة والري.

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فإن ازمة المياه الخانقة في فصل الصيف،ترتكز في العديد من المناطق التي تزود محافظات بأكملها بالمياه، كما يحدث في بعض المناطق في محافظة عجلون، شمال المملكة،رغم وجود العديد من ابار المياه التي تغذي مناطق المحافظة، ومحافظات اخرى ، وفي بعض مناطق الجنوب، والذين يجاورون حوض مياه الديسي، والذي تم جره لوسط وشمال المملكة.

غير أن وعي حقيقي لا بد أن يكون، وذلك لخطورة الوضع المائي لدينا، خاصة اننا على ابواب فصل الشتاء، سواء من قبل الجهات المعنية في المملكة، او من قبل المواطنين، كي لا تتكرر مأساة كل عام، وحتى لا نستيقظ يوما لنجد انفسنا بلا مياه، ولنتحول من حالة الفقر المائي الى حالة العدم، فهل نحن مستعدون؟.

نعم، هل نحن مستعدون لمواجهة الفقر المائي؟ وهل نحن مستعدون لوقف التعدي على خطوط المياه؟ وهل نحن مستعدون لاستغلال مياه الأمطار واستخدامها بطريقة سليمة؟ وهل نحن مستعدون لوقف الهدر المائي، والفاقد من المياه؟ كل هذه الأمور واجبه وذلك حتى نحافظ على مصادر مياهنا، وحتى لا يزيد الوضع المائي سوء فوق وضعه الحالي.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى