الإرهابي عبد الله المسماري يحكي تفاصيل مثيرة عما جرى بعد حادث الواحات

كتب طارق عبد العزيز.
سرد الإرهابي فى اعترافات كامله عن دور تنظيم الإخوان الإرهابي فى مدينة مصراتة الليبية وتسفيره لمصابي حركة المجاهدين للعلاج فى تركيا، ليستكمل أنه بنهاية شهر أغسطس 2016 الشيخ حاتم “عماد الدين” أصدر أمره بالسفر لمصر فجمع الأفراد عتادهم والأسلحة والمؤن وتحركوا 14 فردا بالشيخ حاتم، مضيفا أنهم قسموا أنفسهم على سيارتين لاند كروزر “بيج اللون”، 7 أفراد فى كل سيارة، شارحا بأن الشيخ حاتم قاد السيارة الأولى ومعه خالد ومالك وأحمد المصرى وحماصة وحازم وعاصم، وأنه قاد السيارة الثانية ورافقه حمزة وحسن وبوكه وأنس وعمر ومعاذ وكان بحوزتهم السلاح، وتحركت المجموعتين بالسيارات من درنة ناحية جنوب ليبيا.
كما وصف بشكل دقيق طريقة الوصول إلى الأراضي المصرية، والذى بدأ بالتحرك تجاه جنوب ليبيا حتى الوصول إلى مناطق الصحراء الكبرى فى رحلة استغرقت 15 يوما أو أكثر، تعطلت فيهم السيارات أكثر من مرة حتى الوصول للحدود المصرية ومقابلة قبائل “التبو الليبية” المكلفة بتأمين الحدود الليبية المصرية، واشتبكوا مع عناصر القبائل وتبادلوا إطلاق النيران حتى سقط من أراد القبائل أشخاص وانسحب الباقي وتركوا سيارة بداخلها اربي جي وكلاشينكوف والذخيرة الخاصة بيهم، ثم تحركت المجموعتين على الشريط الحدودي بالقرب من السودان، وأثناء دخول هذه المنطقة قال الشيخ حاتم إنها منطقة “مهلكة لجيوش العالم”، لم نتقابل مع أى قوات تأمينية بهذه المنطقة لأن يصعب تأمينها واكملنا طريقنا في الصحراء الغربية المصرية، حتى وصولنا مصر يوم 8 سبتمبر 2016، حيث كنا نتحرك بالسيارتين من وقت الفجر حتى قبل غروب الشمس ونتوقف للراحة.
هاذا وقد اكمل المتهم بأن الشيخ حاتم كان يستخدم Gps وكذلك خبرته السابقة فى معرفة الدروب الصحراوية فى مصر نتيجة تواصله مع جماعة أنصار بيت المقدس، حتى تمركزنا بمنطقة الصعيد وبالتحديد محافظة سوهاج وأسيوط واستمر التمركز بالمناطق مدة شهر ونصف، وبدأ الشيخ حاتم يفكر فى توفير الدعم اللوجيستي، مشيرا إلى أنهم كانوا يحملون جميعا خطوط اتصالات ليبية وان المجموعة كانت تعانى من نقص السيارات بسبب الأحمال، ووجود خمس براميل بنزين وبرميلين مياه فى كل سيارة، وانهم كانوا يستخدمون الآبار لجلب المياه، وفى ذات الوقت فكر الشيخ حاتم فى الحصول على خطوط اتصالات مصرية للتواصل مع أشخاص لتوفير الدعم ودعوتهم للانضمام.
هاذا وقد اكد ان الشيخ حاتم اطلق على مجموعتنا اسم “كتائب ردع الطغاة”، وسأل عن إمكانية تحرك أحد الأفراد لتوفير النقص وإمداد المجموعتين بالدعم، وحينها أبدى أحمد المصري استعداده للخروج لتوفير الدعم اللوجيستي، وبالفعل سلمه الشيخ حاتم أموال مصرية وكلفه يشتري معدات للسيارات وأكل وشرب، وتحركنا بالسيارتين طلعنا أحمد المصرى على الطريق الأسفلت، وكان الاتفاق على الرجوع فى نفس الوقت تانى يوم لمقابلته، لأن مكنش فى تواصل والشيخ حاتم مكنش عنده علم بمدى عمل الخطوط الليبية داخل مصر وتانى يوم اتجهنا لذات المكان ولم يعود أحمد المصري وأكد حينها الشيخ حاتم بأنه تم القبض عليه.

يستكمل الإرهابى اعترافه قائلا: “اتحركنا لتغير مكان المجموعتين، وحمزة أكد أنه يقدر يوفر الدعم اللوجيستي وتحركنا بالفعل باتجاه بلدة في محافظة قنا، وقبل الوصول قال الشيخ حاتم أنه سيحاول التواصل مع أحمد المصري عن طريق الخط الليبي “شركة مدار الليبية”، فى الوقت ذاته كان خايف الشيخ حاتم يشغل الخط علشان ما يتمش رصد المجموعة ويتعرف ان فى عناصر ليبية فى مصر، وبالفعل قدر يتواصل مع “المصرى” عن طريق حسن اللى كان معانا بسبب ان حسن والمصري اصدقاء ويعرفوا بعض عائليا، فاتصل حسن بأهله فى الصعيد وطلب منهم يتصلون على أهل المصري ويسألوا عليهم.
وكان أحمد المصري قد شرح للشيخ حاتم سبب عدم عودته مرة أخرى، بأنه بعدما أحضر المؤن اللازمة وخطوط التليفون “فودافون وشركات أخرى” استأجر تروسيكل لنقل المستلزمات لأقرب نقطة على الطريق الصحراوى وفى ذات الوقت شاهد سائق التروسيكل الأموال مع المصري فقام بالاتصال بآخرين، وطلعوا علي المصري ثبتوه وأخذوا منه الفلوس والبضاعة بعد ما ضربوه ودخل المصرى نقطة امنية لأفراد الشرطة لقوة غرقان فى دمه وسألوه عن اللى حصل قالهم انه كان ماشى وناس طلعت عليه ثبتته وخدوا الفلوس والبضاعة وكل حاجة خاصة بالدعم اللوجيستي، وأخبر المصري الشيخ حاتم بأنه وضع خطوط الاتصالات على مدخل طريق الصحراء فى ذات المكان المتفق عليه من قبل، وبعد وصولنا لمحافظة قنا الشيخ حاتم كلف حمزة بتوفير الدعم اللوجيستي الذى فشل المصري فى توفيره ورجعنا للمنطقة الاولى أحضرنا خطوط الاتصالات ورجعنا على قنا، وفى الوقت ده الشيخ حاتم أعطى حمزة فلوس مصرى علشان ينفذ الامر المكلف به ونزل حمزة بالفعل ومحضرش فى الميعاد وتواصل معاه الشيخ حاتم هاتفيا وسأله مجاش ليه فقاله هاجى بكرة وقعد يماطل فى الحضور فساعتها الشيخ حاتم قال انه باع القضية واصبح عندنا مشكلة فى الدعم اللوجيستي.

وتابع الارهابي، تحركنا ودخلنا فى عمق الصحراء بعيدا عن المدن والقري فى المحافظة حتى عثرنا على بئر تحصلنا منه على المياه الكافية، ثم تحركنا بإتجاه الشمال، ووقتها أكد الحركي بوكة للشيخ حاتم ان فى شخص يقدر يوفر الدعم اللوجيستي وانه اسمه إبراهيم بعره “ابن عم بوكة”، وعلى أساس كلام بوكة قرر الشيخ حاتم التحرك إلى الواحات بالقرب من منطقة وادى الحيتان.
هاذا وتنطق غدًا الأحد محكمة جنايات غرب العسكرية المنعقدة بمجمع المحاكم بطرة، بحكمها في قضية حادث الواحات الذى أسفر عنه استشهاد وإصابة 28 من الشرطة والذى كشف في اعترافاته عن طريقة انضمامه لتنظيمات في الأراضي الليبية ودخوله مصر عن طريق الصحراء الغربية ومكوثه في الظهير الصحراوي للصعيد ثم الانتقال لمعسكر الواحات، ثم اشتراكه فى حادث الواحات الإرهابي.

وكانت المحكمة في وقت سابق قررت إحالة أوراق المتهم عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري “ليبي”، لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة الأحد 3 نوفمبر للنطق بالحكم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى