يوميات معلمة في مدرسة خاصة

يسرا ابوعنيز – يختلط ليلها بنهارها، كما يختلط تعبها براحتها، ووجعها ببحثها عن لقمة العيش، وبخاصة لأولئك اللواتي يعانين من ضنك الحياة، حتى قبلن بهذا التعب، لتأمين القليل من المال لعله يسد بعض احتياجات عائلاتهن.

بعض المعلمات في المدارس الخاصة،نسين حياتهن الخاصة،كما نسين طعم الحياة، من كثرة التعب، والعمل سواء داخل المدارس الخاصة،او من خلال الدروس الخصوصية، في منازلهن، والتي تستمر احياناً حتى ساعة متأخرة من الليل، بالإضافة للاستيقاظ مبكرا،ليتمكن من القيام بأعمالهن المنزلية، وتجهيز اطفالهن للمدارس، وهن بذلك يصلن الليل بالنهار.

هذه الدورة لحياة بعض معلمات المدارس الخاصة،والمليئة بالتعب، والمشقة، لم تكن لتوجد لولا قلة الرواتب التي يتقاضاها ممن يعملون في بعض هذه المدارس، وغياب الأمان الوظيفي، وقلة الإمتيازات الممنوحة لهم، وغياب الضمان الإجتماعي، والتأمين الصحي في معظمها، لتجد ان راتب المعلمة في الكثير من هذه المدارس لا يصل إلى مئة دينار.

مثل هذه الأمور، وسوء الظروف الإجتماعية، والإقتصادية والتي يمر بها معظم الناس، جعلت الكثير من المعلمات يلجأن للعمل في مثل هذه الظروف الصعبة، والقبول بهذه الرواتب المتدنية، اضافة للقيام بهذه الأعمال على حساب حياتها الخاصة، وصحتها.

ومن هنا، فإنه ولكون الرواتب التي تتقاضاها معظم العاملات في المدارس الخاصة متدنية، ولكون ظروف بعضهن المادية سيئة جدا، واعتمادهن بشكل كبير على الراتب، وما تجنيه من الدروس الخصوصي، والتي تقوم باعطائها للطلبة والطالبات ممن يعانون من مشاكل في التحصيل الدراسي من جهة،وممن يطمحون لتحسين مستواهم من جهة أخرى، للحصول على مبالغ مالية بسيطة، غير أنها تسد احد الأبواب المفتوحة لديها، بسبب الحاجة لهذه المصاريف.

غير أن معاناة المعلمات في المدارس الخاصة مستمرة، وذلك لكون هذه المبالغ التي تحصل عليها من التدريس في المدارس ولساعات تتجاوز الستة، قد تبدأ منذ السابعة صباحا، وتستمر حتى الواحدة ظهرا، اضافة للجولات، وتوزيع الطلبة، اضافة لاعطاء الدروس الخصوصية، لا تكاد تصل للحد الأدنى للأجور في الأردن، رغم طول ساعات العمل، اذا ما علمنا أن المبلغ الذي يتم دفعه مقابل المادة الواحدة طيلة الشهر لا يتجاوز الخمسة دنانير.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى