بلديات على المقاس

يسرا ابوعنيز – لم يعد العمل العام، وخدمة المواطن من خلال تقديم الخدمات المطلوبة له،والتي يحتاجها من البلديات،وكذلك خدمة المجتمع،وتوفير البنية التحتية اللازمة للمواطنين،وذلك ضمن صلاحياتها، وواجباتها،بل إن الأمر خرج عن هذا الخط في الكثير من البلديات، وبخاصة تلك التي تبعد عن مراكز القرار.

لنجد ان عمل بعض البلديات في بعض المناطق، والمحافظات يقتصر احياناً على تقديم الخدمات، او تسهيلها لجهات معينة، او لأشخاص معينين، دون الالتفاف لغيرهم،او اشراكهم في اي خدمة تقدمها هذه البلديات، اللهم سوى الخدمات العامة،
المقدمة للجميع، وخدمات البنية التحتية.

ومثل هذا الأمر ينطبق كذلك على فتح، وتعبيد الطرق ضمن صلاحيات هذه المجالس البلدية، او وضع خلطات اسفلتية على الطرق، او الدخلات، التي تخدم فئة معينة، او اشخاص معينين، وفي اغلب الأحيان يكونوا من العاملين في هذه البلديات، او اقاربهم، او اولئك الذين تجمعهم علاقة معينة.

كما أن بقية الخدمات، والامتيازات في مثل هذه البلديات تكون حكرا على اعضاء المجالس البلدية، او للموظفين في هذه البلديات، ولعل اقلها على الاطلاق خدمات النظافة، وجمع النفايات، ووضع الحاويات في الشوارع، او الاحياء في منطقة معينة.
[٢:١٧ ص، ٢٠١٩/١١/٦] ام مريم: ولا يقتصر الأمر على هذا الحد فقط، بل إن النشاطات التي تنفذها بعض البلديات، كالدورات، والمحاضرات، والايام الطبية، والموجهة للمجتمع المحلي في اي منطقة، تكون حكرا على الموظفين، وعائلاتهم، ومن له علاقة مباشرة بهم، او من يرتبط معهم بعلاقة النسب او غيره، وكأن هذه البلديات بالفعل جاءت على مقاس اشخاص، ومن ثم جاءت لخدمتهم فقط، دون الالتفات لبقية افراد المجتمع.

كما أن بقية الإمتيازات التي من المفترض أن تقدم للمواطنين،من سكان تلك المناطق، وبخاصة الاشخاص المحتاجين، كتوزيع الطرود، والمعونات، ولمبات التوفير، وغيرها من هذه الأمور، فإنه من النادر جدا ان يحظى بها الأشخاص اصحاب العلاقة، ليتم توزيعها بالتالي لأشخاص اخرين.

وبعد كل هذا تجد ان بعض الأشخاص، والذين سبق لهم وان كانوا في هذه المجالس البلدية، نتيجة لانتخابهم في دورات سابقة، يتسابقون لخوض الانتخابات البلدية مرة أخرى، متناسين انهم لم يخدموا احد، ولم يقوموا بواجبهم على اكمل وجه لابناء المجتمع الذي انتخبهم.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى