فعاليات “مزاد ليوا للتمور” في دبي

شهد “مجلس منطقة جميرا 3” في إمارة دبي فعاليات “مزاد ليوا للتمور” في نسخته الثالثة، والذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وبالتعاون هذا العام مع  مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وذلك بهدف المحافظة على الموروث الثقافي والتراثي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وأعرب السيد عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، عن سعادته لهذا التعاون المشترك ما بين اللجنة والمركز، والذي يأتي في إطار تعزيز العمل المشترك الذي يسهم في تحقيق رؤية الإمارات 2021 الثقافية، والأجندة الوطنية ومئوية الإمارات 2071″.

وأشار المزروعي إلى التطور الذي يشهده المزار من عام إلى عام في إمارة دبي التي استقبلت فعالياته للمرة الثانية على التوالي. قال: “نتقدم بجزيل الشكر لفريق عمل مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، على الجهود التي بذلوها في سبيل تحقيق النجاح لهذا الحدث التراثي المهم. 

من جهته، أكد سعادة عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أن المركز سيواصل دعمه لهذا الحدث المهم، من أجل إيصال هذا الموروث العريق المتمثل بالنخلة والتمر، اللذين يعتبران جزءاً أساسياً في بلادنا، والتي يستخدمها الناس سواء للأكل أو التخزين أو حتى من أجل الاستفادة منه في تربية وتغذية مواشيهم. 

وثمن بن دلموك، جهود لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وشكر القائمين عليها، مؤكداً تعاون المركز معهم من أجل إقامة هذا الحدث السنوي الرائع، وأن تتكرر هذه الأمسية الوطنية الدافئة على أرض الخير والتسامح والمحبة، في ملتقى تتعدى غاياته الأهداف الخاصة ببيع المنتجات فقط، إلى اعتباره فرصة لعرض التمور المتنوعة، والتقاء أصحاب المزارع والتجار وعشاق التمور، في أجواء ذات طابع تراثي نابع من التاريخ والثقافة الإماراتية، ويواكب الحاضر بشكل أنيق. 

وفي سياق متصل، أشاد حميد الطاير، من مجلس عائلة الطاير في جميرا(مجلس الطواير)، بمبادرة لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، معتبراً أنها اختصرت المسافات من خلال جلب المزارعين ومنتجاتهم إلى دبي، بما يسهّل وصول الجميع إلى موقع المزاد، ويعزز من نشر هذه الثقافة خصوصاً بين الأجيال الصاعدة، وذلك عبر تعلم كيفية انتقاء واختيار التمور والاهتمام بها. 

وأكد الطاير أن إقامة الحدث في هذا المجلس يعتبر تشريفاً له، وبمثابة مساهمة في هذه الجهود الكبيرة، من أجل دعم المزارعين والتعريف بالمنتجات الوطنية. قال: “نحن معجبون بهذه الفكرة، ولعل الإقبال الكبير سواء من أصحاب المزارع أو الراغبين بالشراء، يدل على قيمة هذا الحدث وقدرته على تحقيق الكثير من الأهداف على المدى الطويل. 

وسجلت فرقة “دبي للفلكلور” أداء جميلاً ضمن مجالات الإبداع الشعبي والتراثي، بتقديمهم استعراض “اليولة”، فيما تم تخصيص مساحة خاصة لتحضير الحلوى الإماراتية الشهيرة “اللقيمات”. واستمتع الجمهور الكريم بتذوق القهوة العربية، وتناولها مع اللقيمات والتمور، ترافقهم “إذاعة الأولى” التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبر أثيرها، وطوال وقت المزاد الذي أقيمت فعالياته في دبي يوم أمس الأول.

 

استضافته إمارة دبي في مجلس منطقة جميرا 3

“الخلاص” و”الشيشي” في صدارة “مزاد ليوا للتمور” في يومه الرابع

 

يستمر “مزاد ليوا للتمور” في يومه الرابع في استقطاب المزيد من أصحاب المزارع والمشترين الراغبين في شراء كميات من التمور التي تنوعت أصنافها ما بين “الدباس” و”الشيشي” و”فرض ليوا” و”فرض العين” و”الخاطري”، فيما وغيرها من التمور التي تشتهر بزراعتها دولة الإمارات العربية المتحدة. 

وفي اليوم الرابع من المزاد الذي أقيمت فعالياته في إمارة دبي، سجل “مجلس منطقة جميرا 3” في الجولات  الأولى والثانية والثالثة، كمية مبيعات بقيمة 95 ألف درهم. وقد تصدرت قائمة أعلى الأسعار تمور “الشيشي” و”الفرض” بـ180 درهم للكرتونة الواحدة، و”المجدول والزاملي والخلاص والدباس” بـ160 درهماً للكرتونة الواحدة، (سعة الكرتونة في المزاد تقدّر بأكثر من 3 كيلوجرامات). أما في الجولة الثانية، فقد جاءت تمور “الخلاص ” في أعلى القائمة بـ500 درهم للكرتونة الواحدة، تبعتها تمور “الشيشي” في المركزين الثاني والثالث ضمن قائمة أعلى الأسعار بـ400 درهم و380 درهماً للكرتونة الواحدة.

وكان المزاد قد بدأ على 10 عبوات من التمور بسعر 30 درهماً للكرتونة الواحدة، وظلت المنافسة مستمرة بين الجمهور والمتسابقين الراغبين في اقتناء التمور المعروضة بالمزاد، ومن أنواعها: “دباس” و”شيشي” و”فرض ليوا” و”فرض العين” و”خاطري” و”صقعي” و”مجدول” و”زاملي” و”نبتة مزروعي” و”بو معان” و”خنيزي” و”سلطانة” و”نبتة السيف” و”خدي” و”لولو” و”رزيز” و”ونانة” و”شبيبي” و”فرض العين” و”نغال”. أما التمور الجديدة في هذا اليوم فقد كانت “السكري” و”الزاهدي” و”المداين”.

 

التمور.. كنز التراث الإماراتي

أثناء تجوالك في مدن دولة الإمارات العربية المتحدة، ستجد شوارعها وبيوتها ومدارسها ومتنزهاتها تتزين بأشجار النخيل، الشجرة المباركة التي كانت الغذاء والمسكن ومصدراً من مصادر الرزق، لذا، فقد ارتبطبها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بشكل وثيق، وبذل كل الجهود في سبيل تطوير زراعة النخيل وتوسيع رقعتها، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج وتحسين نوعية وجودة التمور المُنتجة، عبر السعي لابتكار وتطبيق أفضل البحوث العلمية في الزراعة والعناية بالأشجار.

وتوارث الأبناء هذا الاهتمام والرعاية لشجرة النخيل، وقدمت القيادة الرشيدة والمتمثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، الدعم الكبير للزراعة والمزارعين والمؤسسات التي تختص بالمحافظة على البيئة، والاهتمام بجميع الأحداث التي تُعنى بالموروث الشعبي وتحافظ على التراث الإماراتي.

ويزيد العدد الفعلي لأشجار النخيل في الدولة على 42 مليوناً، منها أكثر من 33 مليوناً في أبوظبي وحدها، وتنتج أشجار النخيل في الإمارات أكثر من 73 نوعاً من أجود أنواع التمور في العالم. وهناك مجمع للجينات يضم نحو 120 صنفاً، وقد أضيف إلى هذه الأصناف، التي كانت معروفة في الإمارات، بعض الأنواع الأخرى من التمور منها: (خلاص، بو معان، حلاّوي، حساوي، خصاب، خنيزي) وغيرها.

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى