الأطفال ولعبة الموت

يسرا ابوعنيز – اعادت قضية الطفل، ابن التسع سنوات، في العاصمة عمان، والذي اقدم على تقليد احد المشاهد في التلفاز ، من خلال محاولته الانتحار،وذلك عن طريق شنق نفسه،لولا العناية الإلهية، حيث تم اسعافه لأحد المستشفيات، اعادت هذه الحادثة قضايا العشرات من الأطفال الذين ازهقوا ارواحهم بارادتهم نتيجة لتقليدهم لأحد المشاهد التي يشاهدونها.

وهذه الحادثة ليست الأولى في مجتمعنا، وحتما لن تكون الأخيرة، وذلك كنتيجة طبيعية للاهمال الذي يعاني منه بعض الأطفال من جهة، ولترك بعض الأطفال على راحتهم من قبل بعض اولياء الأمور، الأمر الذي يجعل هؤلاء الأطفال يطلعون على كل شيء، من خلال التلفاز، وأجهزة الهواتف النقالة، والحواسيب من خلال التصفح على مختلف الصفحات في الإنترنت، دون رقيب او حسيب.

ومن هنا جاءت تحذيرات مديرية الأمن العام المستمرة، حيث اصدرت يوم امس بيانا صحفيا، حذرت فيه اولياء الأمور من عدم ترك اطفالهم لوحدهم لفترة طويلة مع اجهزة الهاتف، ومشاهدة التلفاز لفترة طويلة ومتابعة المسلسلات والأفلام التي تحتوي على لقطات العنف، و كذلك الألعاب العنيفة التي يقوم بعض الأطفال بلعبها، وبالتالي تهدد حياتهم.

وذلك لأن الكثير من اطفالنا فقدوا حياتهم، نتيجة لتقليدهم لأحد المشاهد في احد المسلسلات التي يشاهدونها، او التأثر بإحدى الألعاب التي تحتوي على العنف، او متابعة مقاطعا تم تصويرها، تحتوي ايضاً على مشاهد عنيفة،ولطالما وجد اولياء الأمور احد اطفالهم قد قام بشنق نفسه، داخل المنزل، او خارجه، او استخدام اداة حادة منهيا حياته، او حياة احد الأشخاص، او محدث عاهة مستديمة له، او لأحد الأشخاص.

كما أن بعض اولياء الأمور، وبهدف التخلص من الفوضى التي يحدثها اطفالهم، يقومون بتشغيل هواتفهم النقالة على احدى الألعاب التي يجهلون محتواها، او مسلسل على التلفاز دون معرفة محتواه ايضاً، ولا طبيعة المشاهد الموجودة فيه، ومدى خطورتها على الاطفال، متناسينهم لفترة طويلة جدا دون الالتفات اليهم.

لتكون النتيجة ازهاق ارواحهم، او تشويه انفسهم دون وعي، كنتيجة طبيعية لتقليد اعمى، لا يعرفون خطورته، ولا نتائجه حتى تقع الفاس بالرأس، ونخسر اطفالنا، اما مرحليا، او للأبد نتيجة للاهمال، لذا ابعدوا هذه الوسائل عنهم، واتركوهم يعيشوا بسلام.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى