الحلقة التسجيلية الثالثة في الموسم التاسع للبرنامج من محطة الكويت

بمتابعة واسعة واهتمام بالغ من جمهور الشعر ومحبيه عبر الوطن العربي، انطلقت، مساء أمس الثلاثاء، الحلقة التسجيلية الثالثة للموسم التاسع من برنامج “شاعر المليون”، أضخم مسابقة في الشعر النبطي، والذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، حيث عرضت الحلقة تفاصيل جولة مقابلات لجنة تحكيم البرنامج للشعراء في الكويت، والتي تم بثُّها في تمام الساعة العاشرة مساءً على قناتي بينونة الفضائية والإمارات.

وسط مشاعر الفرح والحماس والتحدي المسيطرة على جموع الشعراء المشاركين الذين توافدوا للمنافسة على التأهل للمسابقة في مراحلها الأولية، انطلقت حلقة جولة الكويت من شاعر المليون، واستُهِلّت الحلقة بجولة كاميرا البرنامج على صروح الثقافة والعمارة والتراث العريق لدولة الكويت الشقيقة بين بر الكويت وبحرها، مع قصيد المديح في الكويت الحبيبة:

“أحب الكويت حب العاشق الولهان   قلبي المولع هواها من صغر سني

وأحب الكويت حب الشاعر الفنان      فيها المعاني أغاني صاغها فنّي”

ثم كان استعراض أهم صفات الشعراء ومميزاتهم في مسابقة “شاعر المليون”، من حسن الاختيار في ما يقدمون في جميع مراحل المسابقة، وأن يكون حامل البيرق منهم مثقفاً وملماً بجميع أغراض الشعر وبحوره، واثقاً بقدراته الشعرية، وما يملك من إبداع، وأن يكون خير سفير لبلده، وأن يخدم بيرق الشعر وبرنامجه الأضخم.

 

الشعر خشم العرب والبرنامج طموح كل الشعراء

ومع آراء الشعراء الذين أجمعوا على الإشادة بالبرنامج ومسابقته، لجهة كونها إثبات لشاعرية كل شاعر، وكونها البوابة الكبرى للشعر وطموح وقبلة كل شاعر، ومنبر انطلاق نجوم الشعر إلى الشهرة، انطلقت مجريات الحلقة التسجيلية الثالثة ومقابلات الشعراء مع لجنة تحكيم البرنامج المؤلفة من كل من الأستاذ الروائي والباحث سلطان العميمي، والدكتور غسان الحسن والشاعر حمد السعيد، حيث كانت أولى مقابلات اللجنة مع المتسابق راشد مطلق الحريجي من الكويت، والذي أشاد الدكتور غسان الحسن بجودة قصيدته معتبراً أن قصيدته تدل على اقتدار في الشعر والتجربة رغم صغر سنه، بينما أشار الأستاذ سلطان العميمي إلى أنه أول ابن شاعر مشارك في المسابقة نفسها، مشيدا بمشاركة والده المتميزة ضمن الموسم الثالث، ومثنياً على جمال القصيدة التي ألقاها المتسابق، متنبئاً له بمشوار مشرق في الشعر، منبهاً إياه لكسر في القافية وضرورة التزامه بحركتها مع إجازته للمتسابق، أما الشاعر حمد السعيد فأشاد بجمال قصيدته وأجازه أيضاً. ثم كانت المقابلة الثانية مع حامد الملافيه العنزي من الكويت الذي أجازته اللجنة بالإجماع، حيث عبر الأستاذ سلطان العميمي عن سعادته به وبموهبته مصفقاً له ولنصه الجميل الذي قدّمه، وأثنى كل من الدكتور غسان الحسن وحمد السعيد على عفويته اللطيفة وجمالية شعره. بينما كان المتسابق الثالث عبد الله مطلق العتيبي من الكويت مفاجئاً اللجنة التي أجازته بالإجماع، بمطلعه الجميل الذي ابتدأ حسب الأستاذ حمد السعيد بنجاة الصغيرة وانتهى بالصلاة والخشوع، مبدياً إعجابه رغم صعوبة قافيته، أما العميمي فأبدى إعجابه بجمال قصيدته وموهبته التي تستحق الإشادة وقدرته على استخدام التورية الجميلة في الأبيات مثل “لو نجاتك ما هي بحاجة صغيرة”، مانحاً إياه أولى البطاقات الذهبية في جولة الكويت.

 

حضور شعري أنيق للأندلس وموشحات الحزن من سوريا

أمام لجنة التحكيم، وقف المتسابق عبد الله المطيري من الكويت منشداً جماليات الأندلس وذكراها وروائعها في قصيدة رثاء أنيق حداداً في صمت، حيث أجازها العميمي بتميز معبراً عن طربه بالمقامات والآلات الموسيقية والموشحات التي ذكرها الشاعر، وأشاد الدكتور غسان الحسن بها وروعتها من مدخلها الذي يكاد يذهب بالإنسان إلى متاهات المعنى مشيدا بالمعادل الموضوعي الذي يوحّد أبيات القصيدة، أما السعيد فقد صحح للشاعر كسوراً في الوزن مجيزاً القصيدة وجماليتها. تلاه المتسابق عيسى الحريري من سوريا وأحزان معاناتها في السنوات الثماني الأخيرة، والذي أشاد الدكتور الحسن بقصيدته الجميلة بين العاطفي والحماسي وإلقائه المتفاعل، كما أجازها العميمي مشيداً بجمالها، أما حمد السعيد فقد أبدى تقديره لتمكّن الشاعر من الطرق الهلالي الصعب واقتداره عليه إلى هذه الدرجة. أما الشاعر محمد الظفيري من الكويت والذي يتقدم للبرنامج للمرة الخامسة، فقد أبدت اللجنة إعجابها بقصيدته في اللوعة والعتاب للحبيب ومرارة الفقد والفراق والصد، حيث أشاد أعضاء اللجنة بجمال القصيدة وإحساس الشاعر وتألق الإلقاء والأداء والتفاعل، والمستوى الشعري الرفيع. كما ألقى المتسابق فرحان المطيري من الكويت قصيدته التي نالت إعجاب أعضاء لجنة التحكيم حيث عبّر السعيد عن فرحته بالنص وبحضور الشاعر الذي أعطاه لقب مجنون الشعر، أما الحسن فعبر عن جمالية القصيدة ومعانيها وشعريتها مشيداً بحبكة الشاعر صاحب الحبكة الخطيرة، وكذلك أشاد العميمي باشتغال الشاعر على صوره الشعرية.

 

شاعر المليون يحض على حفظ الهوية وتجنب المفردات الأجنبية

تلا ذلك مقابلات مع مجموعة من الشعراء تميزت بالطرافة مع الحوار الجاد الناقد لاستخدام المفردات الأجنبية ورؤية أعضاء اللجنة في حضور هذه المفردات في الحياة اليومية وواقع الشعراء مع ضرورة عدم الإكثار منها وتغريبها لغرض الحفاظ على الهوية والموروث والمفردات التي تنتمي للغة العربية والهوية دونما تغيير في توصيف المكان. أما المتسابق عبد الله الجدعي من الكويت، فقد حصل على البطاقة الذهبية الثانية ضمن الجولة، حيث أشاد الدكتور الحسن بجمال القصيدة ووحدتها الموضوعية مع سعة المفردات وقوة اللغة ودقة الوصف للفرس والحبيبة معاً، بينما عبر العميمي عن إعجابه وإشادته بثراء القصيدة بمفرداتها وصورها، أما السعيد فقد وصف النص بالأصيل بمفرداته وحكمته، وصوره الشعرية البكر.

مفردات شاعر المليون: منافسة وحماسة وإبداع

اشتدت حدة المنافسة بين الشعراء حيث فاجأ راكان العجمي من السعودية لجنة التحكيم رغم جمال قصيدته وحماس إلقائه، بكسر في الوزن والإيقاع مع مفردة “إطنخ” التي أصرّ المتسابق على وصل همزتها بخطأ أفقده إجازة اللجنة. بينما تلاحقت محطات اللجنة الحيادية والحازمة مع الذاكرة الحديدية للأستاذ سلطان العميمي في تذكّره النصوص المشاركة في المواسم السابقة للبرنامج، وسحب إجازة من الدكتور الحسن للنص نفسه، في لقاء شعراء تنوع موقفها منهم بين الإشادة للأسلوب الشعري الجميل واللطيف، وعدم الإجازة لجهة عدم استيفاء المعنى ووضوح الشعرية وإشكالية الوزن وكسره مع ميل لمنح الشعراء فرص تعديل النصوص وكسب الإجازة.

وبفعل المنافسة الشديدة لم يكن مسموحاً للشعراء بالارتباك ونسيان نصوصهم وأبياتهم أو تسرعهم في إلقائها أو حتى نظمها حيث كشف أحدهم أنه نظم قصيدته وهو في السيارة في طريقه للمشاركة، وكانت وقفةٌ مع المتسابق غازي العتيبي من الكويت الذي تحقق طموحه بنيل البطاقة الذهبية بقصيدته التي حفلت بالحكم والتجارب والدروس والمعاني الشعرية العميقة، تلاه المتسابق سعد آل شبب الشهراني من السعودية، في اصطلاء جوف الشاعر في الرحيل والسفر والفراق، والذي أبدت اللجنة إعجابها بجمال حضوره وطرقه وصوره الشعرية وقافيته العينية وتمكّنه ولغته الواسعة، أما المتسابق نايف الشمري من السعودية أيضاً فقد أشادت اللجنة بشاعريته وتميزه واحترافه وإدراكه، والتعبير عن الإحساس بالحركة الجسدية والصوتية مع ما احتواه النص من تصوير ولغة. تلاه عبد الله السبيعي من الكويت الذي أجازته اللجنة بإجماع على تميزه بالتصوير المبدع وروعة المعنى وجزئياته. كما نال المتسابق فيصل برجس المطيري من الكويت أيضاً بطاقة ذهبية لتميزه بتصويره وإحساسه وجمالية شعره. واستحق عامر العجمي من الكويت تقدير اللجنة لجمال النص وتصويره الشعري وموضوعه وتفاعل الشاعر وإحساسه، كما استحق أحمد جدعان العازمي من الكويت البطاقة الذهبية لجمال القصيدة ونخبويتها لصورها الشعرية وتفرد الأسلوب وجدة العبارات، وحاول المتسابق منصور العنزي من الكويت استعراض عضلاته الشعرية بنص متفرد بتهييج الخاطر والقريحة الشعرية نال إعجاب اللجنة وإجازتها، أما المتسابق فيصل الميموني من الكويت أيضاً فأشادت اللجنة بتميز القصيدة وتفاؤل النص ووعي الشاعر وإبداعه وصوره المتفردة وتألقه في الجناس والمحسّنات البديعية.

كما تميزت الحلقة بحضور متميز للمشاركين من أصحاب الهمم الذين اشاد أعضاء لجنة التحكيم بقوة تعبيرهم وعمق لغتهم، ومحطات لطيفة ظريفة بين حلم الشعراء بالبطاقة الذهبية وطرافة حضورهم أمام اللجنة، مع تفرد المتسابق عيد العتيبي من الكويت بمشاركته للمرة التاسعة في البرنامج، وإجازة اللجنة له لجمال قصيدته وحضوره، تلاه شجاع القحيصان الظفيري من الكويت الذي كان مفاجأة واكتشافاً جميلاً للبرنامج مع إشادة اللجنة بجمالية قصيدته مع الإشارة إلى غياب المطولات وكثرة الاختصار مع نضج النص في ترابط المبنى والمعنى وفكره وصوره وسجعه الجميل.

 

مجلس شاعر المليون: ديوانية شعراء النبط وحب الكويت للشيخ زايد

مع محطات مجلس شاعر المليون مع الإعلامي حسين العامري كان الموعد مجدداً، حيث استضاف الأستاذ نصار الخمسان، أمين سر ومدير ديوانية شعراء النبط، متناولاً الديوانية وتأسيسها وأهدافها، وقصة افتتاح مبناها في العام 1982 ببادرة كريمة من المغفور له الأمير جابر الأحمد الصباح بمناسبة زيارة المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، ومشيداً برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجهود أبوظبي في دعم الشعر والشعراء، متمنياً لشعراء الكويت النصيب الأكبر من الفوز في مسابقة البرنامج، كما استضاف العامري الدكتور حمود الجلوي عضو لجنة تحكيم برنامج المنكوس متحدثاً عن فكرة البرنامج وتفرده في تراث وفن المنكوس وإرث شعر الجزيرة العربية وجهود أبوظبي في إحياء هذا الفن. أما ثالثة محطات مجلس شاعر المليون فكانت مع بدر صفوق عضو اللجنة الاستشارية للبرنامج وآلية عمل اللجان ومنح النقاط للشعراء ودور أبوظبي في التغيير الإيجابي لخارطة الإعلام الشعري وتسيّد شعراء البرنامج لمنصات الشعر على المستوى الوطني والعربي.

 

لجنة التحكيم: محطة الكويت غنية بالتنوع وحافلة بالاكتشافات الجديدة

في اجتماع تقييم الجولة من قبل أعضاء لجنة تحكيم شاعر المليون (الباحث سلطان العميمي، الدكتور غسان الحسن، والشاعر حمد السعيد) إلى جانب عضوي اللجنة الاستشارية الأستاذ تركي المريخي، والأستاذ بدر صفوق، وذلك بعد انتهاء مقابلات الشعراء، تم توافق الأعضاء على الإشادة بنجاح جولة الكويت في تحقيق التنوع المطلوب من البرنامج وقوة المشاركة مع التركيز على المستوى الشعري المنافس ووجود التجارب الجديدة من الشباب والشعراء الذين التحقوا بالبرنامج بعد تحضيرهم الطويل لأنفسهم، وتحقيقها لظن اللجنة وتصورها كمحطة للمستوى الشعري العالي والمتقن، كما أجمع الأعضاء على دور جولة الكويت كمحفز للشعراء ومدى حرص الشعراء على مشروعهم الشعري، واهتمامهم بالصور الشعرية وغناها، وما يحسب للبرنامج من تسويق راقٍ للنقد واستفادة الشعراء من النقد كإضافة مبدعة لشاعر المليون في مسيرة نقد الشعر العربي منذ أيام النابغة الذبياني إلى يومنا هذا، ومنصة تعكس روح المحبة والوفاء للبرنامج وإشادة الشعراء بنزاهته وحرصهم على التواصل والتلاقي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى