ثالث أمسيات برنامج شاعر المليون في موسمه التاسع من مسرح شاطئ الراحة

انطلقت، مساء أمس الثلاثاء، الأمسية الثالثة المباشرة من أمسيات برنامج “شاعر المليون” في موسمه التاسع بحضور عيسى المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، والتي تم بثُّها في تمام الساعة العاشرة مساءً على قناتي بينونة الفضائية والإمارات.

 

من على منبر الشعر: #شكراً_محمد_بن_زايد

وفي مُستهَل الحلقة كانت إطلالة مقدمي البرنامج الإعلاميين أسمهان النقبي وحسين العامري مع معاني العز والفخار والاعتزاز بإمارات المجد وهي تفتتح أعوامها الخمسين القادمة وتعلن عام الاستعداد للخمسين بكل ما يمثله من مواقف الإنجاز والبناء والعطاء على نهج زايد الخير، طيب الله ثراه، وما يعكسه من دلالات كان افتتاحها استحضار توقيع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على آخر قطعة للهيكل الخارجي لمسبار الأمل تحت عبارة “قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء”.

ومع تحية الشكر التي وجّهها المذيعان باسم البرنامج من على منبر الشعر في مسرح شاطئ الراحة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، بُثّت مقتطفات من كواليس ومحطات الأمسية السابقة، تلاها الإعلان عن نتائج تصويت الجمهور من خلال موقع وتطبيق شاعر المليون للشعراء الأربعة المتبقين من الأمسية الثانية والتي أسفرت عن تأهل ناصر بن خميس الغيلاني من سلطنة عمان بنتيجة 68%، بينما جاءت نتائج بقية المتسابقين كالتالي: حمد المخلفي الحربي من السعودية 66%، عبد الرحمن شعثان القحطاني من السعودية بنتيجة 43%، وصالح بن بركي الرشيدي من السودان 40%.

 

مستوى عالٍ لشعراء الأردن وشعرية عكست تفرّد الشاعرة الإماراتية

ومع انطلاقة الأمسية الثالثة ضمن برنامج شاعر المليون في موسمه التاسع، بمشاركة أنور عوض الصخري من الأردن، حمدة المر من الإمارات، خالد القصيري الجهني وراكان بن وليد الراشد وسلطان الحويقل العتيبي من السعودية ومسعود بيت سعيد من إيران، والذين ألقوا أبياتاً تمهيدية لمشاركاتهم حين دخولهم مسرح شاطئ الراحة للوقوف أمام لجنة تحكيم البرنامج المكونة من الأستاذ سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي، والدكتور غسان الحسن، والأستاذ حمد السعيد، تمحورت حول قيمة التسامح ودور ومكانة الإمارات كمنارة حاضنة للانفتاح والتنوير ومنصة لتلاقي الثقافات والشعوب بقيم الأخوة الإنسانية. وقد أطلّ المتسابق الأول أنور عوض الصخري من الأردن ملقياً قصيدته التي دارت حول تجربة الشاعر في الحياة بين الواقع والذكريات ومأساة التشظي بين الأحلام والأوهام، وبين الوصل والفراق، في مقاربة حديثة للوقوف على الأطلال في الشعر الجاهلي، حيث رأى فيها الدكتور غسان الحسن أنها قصيدة متقنة جميلة، فيها الكثير من الشعر، تعكس المستوى العالي الذي وصل إليه الشعراء الأردنيون، بينما أشاد حمد السعيد بالنص الشعري المذهل الجميل والحضور المتميز للشاعر المجدّد في الصور الشعرية وصاحب الحبكة الشعرية المتفردة. أما المتسابقة الثانية فكانت حمدة المر من الإمارات، والتي فاجأت لجنة تحكيم البرنامج بصوتٍ أنثوي متفرد تَجلّى في وصفها الأنثى الشاعرة التي تَلوي ذراع الصمت وتُحقّق المستحيل، وحكمتها في بلوغ المجد وكسر القيود والأصفاد، مع رمزية إشارتها إلى ما حققته المرأة الإماراتية من مكانة متقدمة بفضل رعاية القيادة الرشيدة واحتضانها قضية المرأة، حيث اعتبر الأستاذ سلطان العميمي أن قصيدة الشاعرة جميلة في فكرتها وبنائها وتجسيدها لحضور المرأة في المسابقة والمجتمع والساحة الشعرية، معتبراً أن الشاعرة وُفّقت في التعبير عن مكنوناتها الداخلية وكانت دقيقة في اختيار المفردات والتصاوير الشعرية والأساليب البلاغية من أنسنة ومقابلة وجناس في لغة شعرية رفيعة وشخصية شاعرة قوية واثقة، بينما أشار الأستاذ حمد السعيد إلى إنصاف المرأة بهذا النص الشعري مع تحويل السلبيات المنسوبة للمرأة إلى إيجابيات في وصفها وتجسيد مكانتها، مشيداً بقدرة الشاعرة على طرق الحدا الحماسي المعبر عن الشموخ والاعتزاز بالذات.

 

وجدانية واحدة برمزياتٍ متعددة: الذات والأم والأرض والوطن

وألقى المتسابق الثالث خالد القصيري الجهني من السعودية قصيدته الوجدانية التي وصفت عذابات الشاعر في فراق الأحبة وصدّهم وانقلاب الزمن والبكاء على جراح الماضي، والتي أثنى عليها أعضاء لجنة التحكيم؛ لما تضمنته من الألم والحزن، وما عبرت عنه من إتقان شعري واقتدار على التحول من المعنى المباشر إلى الصورة الشعرية بدون أن يطمس الموضوع والمعاني الجميلة المطرّزة بالصور التمثيلية، حيث اعتبر العميمي أنّ القصيدة مميزة بكل ما للكلمة من معنى، وهي نموذج لكتابة الشعر بإبداع وخصوصية وعاطفة، فهي ممتلئة بالتصوير الشعري البعيد عن المباشرة وعن الغموض في الوقت نفسه. ومع لوحة فنية من الفلكلور الشعبي البحريني “العرضة” قدمتها فرقة شباب الحد البحرينية بقيادة أحمد المحيسن من كلمات محمد بن عيسى آل خليفة، كانت المحطة التالية مع المتسابق الرابع راكان بن وليد الراشد من السعودية والذي ألقى قصيدة مؤثرة بعنوان “يا حادي البوح” التي وصفت شخصية الإرهابي ومراحل تطورها ذهنياً وجسدياً، مُحمَّلةً بصرخة الشعر ضد الإرهاب والتطرف والأفكار السوداء التي يحملها الشباب المغرر بهم لارتكاب القتل باسم الدين، حيث رأى أعضاء اللجنة أنها قصيدة متقنة في طريقة بنائها؛ إذ أن لها سيناريو خاصاً بها من البداية فالحدث فالتأزم ثم الخاتمة، مع رمزية عالية تضمنتها في مقاربة صورة الأم بالوطن والأرض، وما حفلت به من جماليات في تناول قضية في غاية الأهمية وهي نكران حق الأوطان على أبنائها والغدر بها.

 

صوتٌ عربيٌّ من الأهواز وإبداعٌ في مقاربة الموضوعات الاجتماعية

أما المتسابق الخامس سلطان الحويقل العتيبي من السعودية فقد تميز بدوره بقصيدته التي بثّ فيها حُبه لبناته ودفاعه عن موقفه ضد الصورة النمطية الشرقية التي تميل إلى تفضيل الأبناء على البنات، وإنصافه المرأة والبنات في الأسرة بموقف أبَويٍّ داعم ومبدأ شعري اعتراضي في موضوع اجتماعي قل ما ذهب إليه الشعراء، حيث أشار سلطان العميمي إلى أن البنات رحمة ونعمة، مشيداً بجمال وروعة القصيدة ذات الفكرة المبتكرة والفريدة على مرّ تاريخ الشعر الفصيح والنبطي على السواء، كما أثنى حمد السعيد على القصيدة قائلاً: “إنه نص متفرد من حيث الموضوع والجماليات والترابط والتصوير الشعري. تلاه المتسابق السادس مسعود بيت سعيد من الأهواز بإيران، والذي تغنى في قصيدته برمزية الفنجان والقيم العربية الأصيلة التي تظل السبيل الأوحد لخلاص العرب من تشتتهم وضعفهم وتكالب الأمم عليهم، في حوارية متقنة بين الشاعر والفنجان وصولاً إلى الأبعاد الكثيرة التي وظفها مع كل جزئية من الفنجان؛ للإشارة إلى معنى معين دون سواه، حيث قال سلطان العميمي معلقاً على مشاركة الشاعر: “صوتٌ عربيٌّ أصيل محمّل بالشعر المميز لجهة توظيف المفردات ذات الخصوصية في الثقافة العربية والتعبير الموفّق عن الموقف الشعري بتصاوير شعرية جميلة وإبداع متميز.

 

تأهل الشاعرة حمدة المر من الإمارات وخالد الجهني من السعودية

وفي ختام الأمسية كانت محطة سريعة مع مشاهد من مجلس شاعر المليون ورحلة الشعراء إلى المرافق السياحية الخلابة في أبوظبي، وخاصة شواطئها ورمالها الذهبية وغابات أشجار القرم الساحلية، تلاها الإعلان عن نتائج تصويت جمهور مسرح شاطئ الراحة وقرار لجنة التحكيم، حيث توزعت نتائج تصويت جمهور المسرح كالتالي: أنور عوض الصخري من الأردن بنسبة 9%، حمدة المر من الإمارات بنسبة 38%، خالد القصيري الجهني من السعودية بنسبة 10%، وراكان بن وليد الراشد من السعودية بنسبة 14%، وسلطان الحويقل العتيبي من السعودية بنسبة 13%، ومسعود بيت سعيد من إيران بنسبة 17%، بينما تأهل بنتيجة قرار لجنة التحكيم كل من حمدة المر بنتيجة 47/50، وخالد الجهني بنتيجة 47%، وجاءت نتائج بقية الشعراء الذين يخضعون لتصويت الجمهور من خلال موقع وتطبيق شاعر المليون طوال أسبوع كامل كالتالي: أنور عوض الصخري بنتيجة 45/50، وراكان بن وليد الراشد بنتيجة 45/50، وسلطان الحويقل العتيبي بنتيجة 45/50، ومسعود بيت سعيد بنتيجة 44/50.

كما تم الإعلان عن شعراء الأمسية الرابعة يوم الثلاثاء 14 يناير وهم: تركي الحبسي من سلطنة عمان، وسالم محمد الملا من الإمارات، وعادل وصل الله الحارثي وعبد المجيد الغيداني من السعودية، وغازي العون السردي من الأردن ومحمد حسين الشمري من العراق.

 

برنامج المغاني كل اثنين

يواصل برنامج “المغاني” الذي يعتبر منبراً لالتقاء الثقافات والحضارات، مع الانطلاقة الجديدة لمسابقة برنامج “شاعر المليون” في موسمه التاسع، ليقَدّم للمشاهدين جديد التحليلات والنقاشات التي ترصد تفاعل لجنة التحكيم والمتسابقين في حلقات برنامج “شاعر المليون”، ويتناول العديد من القضايا في الساحة الشعرية على مستوى الإمارات والعالم العربي، في موسم مُتجدّد ومميز من تقديم الإعلامية خولة المراغي، وإعداد عارف عمر ورجاء الشحي، وإخراج عبدالله الأحمدي، حيث يبث كل اثنين في تمام الساعة الـ 11 مساءً على قناتي الإمارات وبينونة. ويتطرق البرنامج في موسمه الحالي إلى الساحة الشعرية والطربية، من خلال تسليط الضوء على برنامج “شاعر المليون”، وإعداد مجموعة من التقارير التي تهدف إلى تسليط الضوء على الحركة الثقافية والفنية في الدولة، بالإضافة إلى استضافة كوكبة من المثقفين والأدباء والشعراء والفنانين في الوطن العربي، ومنحهم المساحة الواسعة لإظهار آرائهم، وفتح آفاق جديدة للحوار والنقاش بأسلوب شيق.

 

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى