حقيقة ظهور نهر سري بالبحر الميت . تفاصيل

لا يخفى على أحد اليوم ان الاعلام يحكم عقول البشر ويسيطر على تفكيرهم . نظرا لغياب المعلومة الحقيقة ونشر بعض الاشاعات لأغراض سياسية مستقبلية .

فقد تردد مؤخرا خبر مفاده وجود نهر سري بمنطقة البحر الميت ارعب الكثيرين وأصبح مدار الحديث بالجلسات وبعد البحث والتحري والتقصي تبين ان النهر ليس سريا وهو ظاهرة طبيعية حدثت بتدخل الانسان ، وقد تكون بين الملاحات الاردنية والاسرائيلية ونتيجة لتدفق المياه العادمة ووصول المياه اليه ايضا من منطقة وادي عربة حيث ذكرت صحيفة

يديعوت أحرونوت الصادرة ب 21/ 1/ 2020

ما يلي :-

ليس سريا، ولكنه خطير: “النهر السري” في خط جدول العربا الذي عرض في التلفزيون ولعب دور النجم في الشبكات الاجتماعية في الأيام الأخيرة هو عمليا ظاهرة معروفة لسريان الجدول مع الاملاح التي تضخ من برك التبخير لمصانع البحر الميت في المنطقة.
اختصاصيو المعهد الجيولوجي، الذين يبحثون في منطقة البحر الميت لوفرة الظواهر الجيولوجية فيها، يعرفون الظاهرة ويتابعونها منذ عشرات السنين. في اعقاب تقرير نشر بموقع”كان 11″ نشر الباحثون في صفحة فيس بوك الايضاح: “باحثو المعهد يعلنون بتطور هذا المقطع من جدول العربا وصب الملح في مجراه منذ نهاية الثمانينيات. وقد نشر البحث في مقالات وفي عدد كبير من المؤتمرات المهنية والجماهيرية في البلاد وفي العالم.
الباحث د. العاد دنتا، كتب رسالة دكتوراة في الموضوع، ونشر في العام 2017 مقالا عن جدول العربا كرد فعل على انخفاض مستوى البحر الميت. وشرح د. دنتا، الذي يعمل اليوم في معهد شمير لبحوث الجولان وفي المعهد الجيولوجي بان “القناة التي نراها هي استمرار لجدول العربا من الشمال الى برك التبخير وحتى البحر الميت. وقد استطال جدول العربا في اعقاب انخفاض مستوى البحر الميت وجفاف الحوض الجنوبي من البحر الميت. في الماضي كان الجدول يصب في الحوض الجنوبي واليوم، بعد الجفاف في الثمانينيات، يصب في الحوض الشمالي. وكما نعرف، يكاد يكون على طول جدول العربا كان مخيبا للامال ويتدفق في الفيضانات فقط. المقطع موضع الحديث هو مقطع في قسم منه يتدفق بين برك التبخير لمصانع البحر الميت الإسرائيلية والأردنية ويتغذى في معظمه من الإملاح التي في برك مصانع البحر الميت.
عمليا، المياه التي نراها هي في واقع الأمر أملاح، مياه أكثر تركيزا من مياه البحر الميت. ويشرح د. دنتا بانه في العقود الاخيرة استطال الجدول وتعمقت القناة ومن المتوقع أن تتعمق في المستقبل ايضا بوتيرة عشرات السنتيمترات في السنة. ويحذر د. دنتا من أنه “في قسم من حوض الصرف من الجنوب توجد الغام، وكل فيضان يجرف معه الغاما تصل في قسم منها وتتبقى على ضفاف القناة وفي القناة ذاتها. هذا ليس مكانا للتجول فيه”.
في المعهد الجيولوجي نشروا تحذيرا: “ينبغي التشديد على أنه لا يجب التجول في المنطقة. المنطقة خطيرة ومزروعة بالالغام التي تنجرف في الفيضانات وتتوزع على طول الجدول (على الضفة، على الشرفات وفي القناة ذاتها)، حتى في المقطع المعروض في التقرير الصحفي. يمكن للالغام ان تكون مدفونة تحت طبقة رقيقة من التراب، اضافة الى ذلك فان البنى التحتية في المنطقة جد غير مستقرة: الضفاف تنهار بشكل مفاجيء ومتواتر، وتوجد في الجوار حقول من البواليع النشطة”.
وشرح الباحث الكبير في المعهد الجيولوجي، ايتي غبريئيلي يقول: “تنفذ مصانع البحر الميت عملية استنفاد لبرك التبخير وفي نهايتها تحرر من جديد الى الجدول الأملاح من البرك نحو جدول العربا. ومن جدول العربا تتدفق الى البحر الميت. هذه هي القصة. كيف نعرف أن هذه من الاملاك؟ لا يوجد حولها اي شيء اخضر. في الصحراء، حين تكون المياه، يزدهر كل شيء وينمو. اما من الاملاح فلا تخرج حياة. لولا مصانع البحر الميت لما كان هذا النهر قائما، وهو جزء من الاجراء الصناعي”.
د. نداف لينسكي، باحث كبير ومدير مختبر البحر الميت في المعهد الجيولوجي، يبحث في المنطقة منذ 17 سنة ويشرح بان هذه ظاهرة غير معروفة: “النهر هو نهر بمعنى التدفق كل السنة، لان المصانع تضخ الاملاح كل السنة. نهر غريب، لا شك. صعب جدا الوصول اليه. فهو يوجد في منطقة ملغومة، في المنطقة التابعة لامتياز البحر الميت. نحن نطير الى هذه المناطق في مروحية، ندخل في الخفاء، اما السير الى هناك على الاقدام في كل حق الالغام هذا فهو من غير المنطقي القيام به. توجد في هذا رسالة جد اشكالية للجمهور”.
يوحنان آرتسي، مهندس في مصانع البحر الميت شرح في بوستات على الإنترنت يقول انه “من المهم أن نفهم انه لا يوجد اي سر ولا يوجد أي شيء خفي، بل العكس. فهذا مغذى من برك التبخير (بركنا وبرك الأردنيين) وسيواصل التعمق طالما واصلت برك التبخير عملها”.
تجدر الاشارة الى أن هذه ليست ظاهرة طبيعية بل ظاهرة جيولوجية من فعل الانسان. أما الكشف عن المكان فينبع ضمن امور اخرى من خطة وضعت للبحث في الظواهر الاصطناعية في المنطقة. وفي وزارة حماية البيئة اشاروا الى أن جهات التخطيط لم تدخل الى المنطقة لخطورتها الحقيقية. ولكنهم اشاروا الى ضرورة البحث والتقدير لقيمة هذه الظواهر البيئية قبل اصدار مزيد من تراخيص البناء في المنطقة.

وقد تم التواصل مع المهندس عبدالفتاح العمرو مدير الانتاج بشركة البوتاس العربية للاستفسار عن حقيقة النهر السري حيث افاد :-

 

ما جرى تصويرة على أنه نهر سري وخلافة في الحقيقة ليس كذلك.
هي ما تسمى قناة الهدنة Truce Channel َ وتقع تماما بين الملاحات الشمسيه لشركة البوتاس العربيه من الجهة الشرقية، وفي الجهة الغربية الملاحات الواقعة على الأرض الفلسطينية.
تحمل هذة القناة راجع الملاحات الشمسية من الجهتين لتعود بها إلى البحر الميت، وفي الشتاء أيضآ تجري بها مياة وادي عربه، الحسا، و النميرة، وغيرها من الأودية.

 

 

“نقلا عن بلكي نيوز”

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى