يسرا ابو عنيز تكتب: سعد الذابح

يسرا ابوعنيز – برد.. برد، هذا هو حال الناس منذ بداية خمسينية الشتاء، والتي بدأت بما يطلق عليه سعد الذابح، والذي ينتهي يوم غد الخميس، ليكون بالفعل ذابح، بعد أن لحقنا ما لحقنا من برد قارص، وان كانت هناك امطار، غير أن هذا البرد شل الحياة لانخفاض درجات الحرارة في مختلف مناطق المملكة، حتى الغورية منها حيث وصلت ما دون الصفر المئوي.

في سعد الذابح، شهدت مناطق المملكة بردا، وانخفاضا لدرجات الحرارة لم تشهدها من قبل، كما أن الثلوج غطت مساحات واسعة من المناطق في جنوب المملكة، وعلى فترات متقاربة، وبالأخص في محافظتي معان، والطفيلة.

في سعد الذابح، ذبحنا بردها بالفعل، كما أن عجلة الحياة اصبحت شبه متوقفة، لانخفاض درجات الحرارة، بشكل غير مسبوق منذ عشرات السنوات، كما ذبحنا ارتفاع تكاليف المعيشة، وانخفاض مستوى الدخل للمواطن الأردني، وبخاصة الفقراء والمحتاجين،وعدم توفر وسائل التدفئة لدى الكثير من المواطنين، لارتفاع مستلزماتها، من غاز، وكاز، وحطب، ولم يعد بامكانه تشغيل مدافئ الكهرباء.

في سعد الذابح، ذبحنا البرد، وضيق الحال،كما هو الحال بالنسبة لفئة كبيرة في المجتمع الأردني، فالمزارع لم يتمكن من زراعة ارضه رغم الموسم المطري، وما جادت علينا به السماء من مطر،ولكن كذلك لعدم تمكنه من دفع تكاليف الإنتاج من حراثة وبذار، ورش بالإضافة للبرد القارص.

برد.. برد، هذا هو حالنا في سعد الذابح، لم ننجز اي شيء منذ بداية خمسينية الشتاء، ونحن الذين كنا ننتظر انتهاء اربعينية الشتاء بفارغ الصبر، لنجد ان هناك ما هو ابرد منها، حيث أن خمسينية الشتاء، لهذا العام، لم تكن باردة في طقسها فحسب، بل إنها كشفت مستوى المعيشة بالنسبة للكثيرين من الأردنيين، وعدم وجود ما يسد رمقهم، ويجلب لهم الدفء.

وفي خمسينية الشتاء لهذا العام،والتي بدأت بهذا البرد الشديد،والامطار، والثلوج، والتي اجتاحت الكثير من الدول العربية المجاورة، كما هو الحال بالنسبة لمناطق المملكة،كانت الشوارع شبه خالية، والمحلات التجارية مغلقة،في الكثير من مدننا، والتجمعات السكانية، وكأن حظرا للتجول قد فرض على المواطنين، وكل ذلك خوفا من البرد القارص.

ولعل مثل هذه الاجواء من البرد، والامطار، والثلوج، والتي اوجدت حالة من الرعب لدى الكثير من المواطنين، الحقت ايضاً الضرر بالتجار، لعدم تمكنهم من فتح محلاتهم،رغم وجود الالتزامات المترتبة عليهم، نتيجة لعدم وجود حركة من   قبل المواطنين،للشراء،وكذلك الحال بالنسبة لاصحاب سيارات الاجرة،نتيجة لالتزام الكثير من المواطنين بتحذيرات الدفاع المدني، وعدم الخروج من المنازل.

غدا نودع سعد الذابح، والذي ذبحنا فيه البرد، لنستقبل سعد اخر، هو سعد ابلع، والذي نتمنى أن يكون اخف برودة مما سبقه، وان تبلع الأرض مياه المطر، لا ان تبلعنا مياه الأمطار،والبرد.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى