البيان الختامي والتوصيات لمحاضرة الشيخ سمير مراد للنساء “الإشاعة … الفأل … الأمل”

* مركز الإمام أبو عبدالله الشافعي

قدم سعادة الدكتور فضيلة الشيخ سمير مراد حفظه الله تعالى، محاضرة للنساء عنوانها “الإشاعة … الفأل … الأمل” صباح يوم الخميس 13/2/2020.. فبعد حمد الله العلي القدير الذي مدح عباده الصادقين في القول والعمل، وأمرنا بأن نكون معهم، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أدى الأمانة، وبلّغ الرسالة، وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

فمن الظواهر السيئة التي راجت وانتشرت في مجتمعنا وأصبحت كابوساً مقلقاً يهدد قيمنا وحياتنا، ومرضاً عضالاً يقطّع أوصالنا ويلوث أخلاقنا ويزيد من نشر الأدواء والآفات فيما بيننا، ظاهرة نشر الإشاعات والترويج لها واختلاق المعلومات الكاذبة والأخبار الزائفة وتناقل الأنباء المغلوطة والأقاويل الآثمة والقيام ببثها والدندنة حولها وكثرة البلبلة فيها لتحقيق أهداف خبيثة يريد مروجو هذه الإشاعات أن يحققوها ويصلوا إليها. لقد حذرنا الله تبارك وتعالى من هذا الداء الخبيث والمرض العضال ونهانا عنه أشد النهي وحذر منه في كثير من الآيات وما ذلك إلا لعظم قُبح الإشاعة السيئة وكثرة أخطارها وشدة أضرارها على الناقل والمنقول عنه وعلى مستوى الفرد والمجتمع وعلى المستوى العام والخاص.

يقول ربنا عز وجل: ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).

ويقابل ذلك ما يدعو إلى استقرار المجتمع ونموه، وهو التعامل معه من خلال التفاؤل والأمل. فالتفاؤل أولى خطوات العمل، وهو كمرهم على الجرح، والأمل أحد مصادر الأمن والسكينة، والتفاؤل والأمل من حسن الظن بالله تعالى.

ولبيان خطر ظاهرة الإشاعة، والتقصير في الطرف الآخر؛ الفأل والأمل، أقام مركز الإمام الشافعي المحاضرة القيمة في يوم الخميس: 19/6/1441-13/2/2020، تحت عنوان: “الإشاعة … الفأل … الأمل” قدمها سعادة الدكتور فضيلة الشيخ سمير مراد حفظه الله تعالى، وفي نهاية المحاضرة خلص سعادته إلى التوصيات التالية:

1. تربية النفوس على الخوف من الله تعالى، والتثبت في الأمور، وتعميق الإيمان به سبحانه ومراقبته، مع ربط ذلك بمسؤولية الكلمة، وخطورة تداول الحديث ونقله.

2. تنفيذ القوانين التي من خلالها يعاقب من يختلق الشائعات و يسعى في نشرها.

3. وجوب حسن الظن بالمجتمع، فذلك يسد الطريق أمام الأدعياء الذين يعملون على طمس الخير. 4. أن نحذر الإعلام المغرض.

5. قنوات التواصل مستنبت جميل قد يخالطه عفن كثير، ما يحتاج لحذر شديد أخذا وردا وتفاعلا.

6. وجوب الإصرار على التفاؤل فأنه يصنع ما كان مستحيلا.

7. وجوب الإعداد الحقيقي للنجاح.

8. الابتعاد عن إشاعة الفتن بين الناس من خلال برامج تعليمية ووقائية.

9. التفاؤل هو السلاح الأساس الذي يجب على كل إنسان أن يتمسك به ليتمتع بسعادةٍ كبيرةٍ في الحياة، وليُبعد عنه كل آثار الحقد والاستسلام والتشاؤم. 10.

بناء الحس الرقابي الأخروي المنتج للرقابة الدنيوية.

11. التفاؤل فن تصنعه النفوس الواثقة بالله تعالى. 12. العمل على نشر الأمل والتفاؤل بين الناس، مما يقودهم للإنجاز والعمل.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى