جماعة عمان لحوارات المستقبل تطلق منتداها الثقافي بالحوار مع وزير الثقافة حول الأولويات الوطنية للثقافة

عمان –

أعلنت جماعة عمان لحوارات المستقبل عن إطلاق منتداها الثقافي الذي استهل أنشطته بجلسة حوارية مع وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي حول الأولويات الوطنية للثقافة وقد حدد رئيس الجماعة بلال حسن التل في كلمة استهل بها اللقاء أهداف المنتدى بالسعي لإيجاد مناخات ثقافية صحية, وتوفير مساحة يلتقي عليها المهتمون بالثقافة لمناقشة قضاياها, بالإضافة إلى البحث عن حلول لمشكلاتها, وكذلك إيجاد منبر يعبر من خلاله أهل الثقافة عن آرائهم وإبداعاتهم.

وقال التل في كلمته لقد كان من المهم ان نبدأ نشاطات هذا المنتدى بحوار مع من يفترض أنه يحمل هم الثقافة والمثقفين, ويضعها على طاولة النقاش مع السلطتين التنفيذية والتشريعية, المناط بهما توفير الأرضية المناسبة لازدهار الثقافة من حيث التشريعات والمرافق وسواها من الإمكانيات التي يحتاجها المبدع, فهذة هي المهمة الأولى لوزير الثقافة.

وجدد التل السؤال: هل الثقافة أولوية على قائمة اهتمامات الدولة الأردنية ؟ وهل تحضر الثقافة في حوارات الدولة الأردنية، مثلما يحضر الإعلام على سبيل المثال في هذه الحوارات والاهتمامات؟سؤال مشروع يفرض نفسه بين يدي الحديث عن أولويات الثقافة الوطنية, فحتى نتحاور حول الأولويات الوطنية للثقافة يجب أن تكون الثقافة نفسها أولوية فهل هي كذلك؟ وهل تأخذ من حواراتنا نفس المساحة التي يأخذها الاعلام مثلاً, رغم أن الثقافة أهم بكثير من الإعلام، الذي هو في النهاية مجرد أداة ووسيلة، تأخذ هويتها وقيمتها من المضامين التي تحملها، وهنا تبرز أهمية الثقافة، لأنها هي التي تحدد المضامين والهوية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للدولة ومضامينها ليقوم الإعلام بنقل هذه المضامين ويتلون بلونها ويرتفع أو ينخفض بعلوها أو انخفاضها، ومع ذلك فإننا نتحاور حول الإعلام وننسى الثقافة، وهنا نضع العربة قبل الحصان، ونقلب المثلث، ونحصد الهشيم، لأن انهيار الثقافة يؤدي إلى انهيار الكثير من منظومات المجتمع الأخرى، وفي مقدمتها الإعلام، والدليل من تاريخ الإعلام الأردني نفسه، فقد ازدهر هذا الإعلام يوم كان يقوم على أكتاف قامات ثقافية شامخة تجمع بين الفكر السياسي والإبداع الثقافي والمهنية الإعلامية، والقائمة طويلة من المثقفين الأردنيين الذين كانوا يحملون الإعلام الأردني على أكتافهم باحتراف ومهنية ورسالية، فصنعت ثقافتهم هويته وخطابه وتأثيره، وعندما غابت القامات الثقافية عن الإعلام الأردني فقد تأثيره، وصار أزمة من أزمات الدولة، التي أهملت الثقافة فخسرت الإعلام، ومعه الكثير من عناصر القوة الناعمة التي تصنعها الثقافة للدولة.
وقال التل أنه مثل الإعلام الكثير من منظومات المجتمع التي تزدهر بإزدهار الثقافة وتتراجع بتراجعها لذلك صار من الضروري قيام حراك مجتمعي للدفاع عن ثقافتنا وإعطائها الأولوية في اهتمامات الدولة والأفراد والمؤسسات وستكون هذه من أولويات هذا المنتدى.

من جهته قال وزير الثقافه باسم الطويسي

ان جماعة عمان عبرت عن ظاهرة فكرية وثقافية جديدة وتدل على اننا بدانا في الاردن نتلمس اهمية الكتل الثقافية التي تشكل الوعي وتقدم الراي في مختلف القضايا.

واضاف ان الوزارة تسعى إلى تحقيق مجموعة من الاولويات الثقافية لما نحتاجه في ظل الشعور بفقر السياسات الثقافية ولان الثقافة فعل مجتمعي وليست صناعة الحكومات.

واكد ان دور الحكومات ينحصر في توفير البيئة الملائمة للثقافة من تشريعات وبنية تحتية و توفير الدعم ويبقى النتاج الثقافي في مسؤولية المجتمعات التي تشكلها.

واوضح ان الوزارة تفكر بضرورة ايجاد اطار استراتيجي وطني للثقافة ونحن نسعى باتجاه ذلك للاعوام الخمسة القادمة يحدد من خلالها الاولويات التي ستكون ملزمة للحكومة بجميع وزاراتها ومؤسساتها مؤكدا انها ستكون بمثابة رؤيا وطنية ثقافية شاملة.

واكد انه يتوجب ان تكون الثقافة اولية لدينا نتيجة التحولات الهائلة التي شهدها المجتمع الاردني و الاقليم والعالم باسره وهو ما يتوجب علينا ان نركز على الاولويات الثقافية التي يجب دعمها و توفيرها للتصدي لهذه التحولات الكبيرة.

وبين ان العالم مر بمتغيرات كبيرة خلال السنوات الماضية اثرت بشكل كبير على الثقافات واسهمت في تغيير الخطاب و الثقافات لدى الشعوب.

وقال ان العولمة كانت مصدر تهديد للثقافات و الهويات واصبح تاثيرها ضعيفا الان اضافة الى التحولات التكنولوجية التي تطورت واذهلت العالم

ولفت الى ان الدولة الاردنية قدمت استجابة امنية خلال الربيع العربي مهمة جدا حيث انقذت الاردن من الوقوع في ازمات كبيرة لكن يجب ان يلحق هذه الاستجابة استجابة ثقافية لعلاج الاختلالات الثقافية الموجودة .
وقال اننا نحتاج في الاولويات الى تعزيز الاجيال الشابة بثوابت الهوية الوطنية وتعريفهم من خلال الوسائل الحديثه بمفهوم الهوية الوطنية وترسيخها لديهم ونشر ثقافة الامل .
واضاف انه سيتم افتتاح 11 مركز ثقافي في مختلف محافظات المملكة لغايات تعليم الفن ونشر الثقافه في المجتمعات مؤكدا ان خطط الوزارة غنية وستعمل بجد لنشر الثقافه وتعزيزها مجتمعيا

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى