يسرا ابو عنيز تكتب :  هدر المياه

يسرا ابوعنيز-  ونحن في خمسينية الشتاء، علينا ان نتذكر ان الاردن،يعتبر من افقر الدول في العالم مائيا، لأن هذه المشكلة تزداد تعقيدا مع مرور الوقت، وذلك بسبب هدر المياه، والذي ينجم عن الكثير من الأسباب، التي تساهم في ضياع هذه الثروة الثمينة.

ولعل من اهم اسباب هدر المياه في الأردن، التلوث بحيث يتم طرح النفايات، ومخلفات المصانع، والمواد الكيماوية في الكثير من مصادر المياه، مثل الأودية، والانهار، وما نهر الزرقاء، والذي تحول الى مكرهه صحية، وسيل للمياه العادمة، الا دليل واضح على ذلك.

كما أن تبخر نسبة كبيرة من مياه الأمطار سنويا،حتى وإن كانت نسبة الهطول المطري ممتازة، تذهب دون الاستفادة منها، وذلك قبل تجميعها في الابار المنزلية، والبرك الزراعية، للاستفادة منها في الاستخدامات المنزلية، وري المزروعات ، يعتبر من اهم اسباب الهدر المائي ايضاً في المملكة.

اما الاستهللاك الزراعي الكبير للمياة، حيث أن بعض المزروعات تحتاج لكميات كبيرة عند زراعتها، وذلك لكونها تحتاج للري المستمر، الأمر الذي يستنزف مصادر المياة، ويؤدي بالتالي لهدر مياه الشرب، بسبب استخدام بعض الأشخاص مياه الشرب لري مزروعاتهم، الأمر الذي يزيد من حجم المشكلة المائية في المملكة.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن تركز عدد كبير من السكان في المدن، وهجر الأرياف، حيث انها لا يتوفر فيها مصادر للمياه الأمر الذي يتطلب من الحكومة نقل المياه اليهم، عن طريق جرها كما هو الحال بالنسبة لمياه الديسي، اضافة لزيادة عدد السكان في المملكة، وكذلك الافراط في ضخ المياه الجوفية، وعدم وجود مصادر بديلة للمياه.

الحكومة مطالبة بوقف هذا الهدر من خلال اجراء الصيانة اللازمة لشبكات المياة القديمة، والتي تساهم بصورة كبيرة في زيادة نسبة الهدر المائي، نتيجة لتلف هذه الشبكات التي مضى على بعضها عشرات السنين، دون اجراء الصيانة، في بعض المناطق وبخاصة في القرى والارياف، ووجود هدر كبير ناتج عن كسر بعض خطوط المياه، والتلاعب بعدادات المياه وسرقتها، وحفر الآبار بطرق مخالفة.

كما أن المواطن الأردني ايضاً مسؤول عن معالجة هذا الهدر، سواء من خلال التقنين في استخدام المياه، او عدم الاسراف في استخدامها، بداية من البيت ومرورا بالمدارس، وحتى العمل، وكذلك فإن المزارع مسؤول عن هذا الأمر، اضافة لتوعية المجتمع الأردني، وبخاصة الطلبة في مراحلهم المختلفة بضرورة الحفاظ على مصادر المياة، والاستفادة من مياه الأمطار.

وكذلك ضرورة توزيع النشرات التوعية بين الطلبة في المدارس الحكومية، والخاصة، والجامعات، وعلى مختلف المؤسسات المدنية والحكومية ، والوزارات، وكذلك الحال بالنسبة للمزارعين، وربات البيوت، وتعريفهم بالوضع المائي للمملكة، وكذلك الصعوبات التي تواجه هذا القطاع، وكيفية المحافظة على مصادر المياة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى