سامية مراشدة تكتب : من وحي يوم المرأة العالمي

بالرغم أننا ما نزال نؤمن بقدرة المرأة العربية في تخطي حواجز العادات والتقاليد نحو الاتجاه الصحيح وخاصة في مجال العمل والسياسة والإنتاج إلا إنني أرى ما أراه مختلف بالنسبة للمرأة الأردنية والعربية .

قبل أيام إتجهت لإحدى الأسواق الشعبية ورأيت أن هناك نسبة كبيرة من النساء يتوسطن الأرصفة في مداخل مدينتي *محافظة اربد * يبعن الخبيزة والعلت والزعتر الأخضر ، وانا على يقين أن هذا المشهد موجود في جميع المحافظات وحتى متواجد في الدول المجاورة ، وبالرغم من التطور وفنون التسويق الإلكتروني إلا وإن ذلك المشهد لا يخلوا من الكبرياء وعزة النفس التي تظهر في تلك العيون وذلك الوجه وحتى كفوف ايدهن ، وعندما سألت احدهن ماذا يعني لك يوم المرأة العالمي ؟ قالت لي هو اليوم الذي أعود به إلى منزلي سالمتاً دون ألم لمفاصلي وفي يدي الخبز وفي جيبي بعض الدنانير ، فأبتسمت على ذلك الجواب المقنع جداً، وعندما سرت الى الأمام بخطواتي لفت انتباهي أحد الرجال يبيع المفتول المغلف بطريقة مُحكمة ،فسألته كم الكيس؟ فكان الجواب بدينار ، تردت لأني لاثق أحيانا بمصدر إنتاج اي نوع من الأطعمة دون التأكد من تاريخ الإنتاج ، فرأني هذا الرجل أقلب الكيس لأشاهد صلاحية هذا الإنتاج فخبرني * والله هذا شغل الحجة أمي اليوم الصبح عملته * ابتسمت ولا إرادياً اشتريت المفتول ، وكان سؤالي له لماذا تقوم ببيع المفتول ؟ فكان الرد أنا عاطل عن العمل وأمي تساندني هي تعمل المفتول وأنا ابيع .

هنا توقفت لبضع دقائق أمام مشهد آخر في إحدى الندوات التي أقيمت لأجل المرأة في يوم المرأة العالمي ،وكانت معظم المطالبات بأنصاف المرأة وجعلها في مقدمة العمل السياسي والإنتاجي ورأيت الحماس يضرب بعرض الحائط نحو الأفق الى الحرية المطلقة ، وعدت لأتذكر تلك المرأة التي قالت لي بالحرف الواحد * يوم المرأة بالنسبة لي أن أعود لمنزلي سالمتاً دون ألم لمفاصلي وبيدي الخبز وفي جيبي بعض من الدنانير .

ما أحواجنا حينما نقول أن يوم المرأة وسيلة لتذكير بفعالية المرأة و دورها لكن من باب الأولى أن ننظر الى سيدات الوطن من نواحي أخرى التي لا يشاركن بفاعلية المؤتمرات لكن يؤمن بقدراتهن ونجاحهم ،لكن يقومن بواجبهن بأكمل وجه كالممرضات في المستشفيات والطبيبات والمهندسات والمعلمات والأمهات العزيزات وتكريمهم ، حينما لا أرى سوى العبارات التي تردد في كل مؤتمر سوى مطالبات مؤجلة من عام لعام ويبقى الحال على ما هو عليه ،هذا أمر اعتدنا عليه وما أحوجنا الى التطور في الطرح والبحث عن سبل أخرى في دعم المرأة وخاصة في مناطق الاردنية الفقيرة وذات الدخل المحدود ، تحية للمرأة العالمية التي تصنع من نفسها قصة نجاح وتبني مجتمع له اساس لتكون هي عموده وسقفه الرجل الداعم والمساند .

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى